نقولا أبورجيلي تلفت قوة مؤلفة من مختلف قطعات قوى الأمن الداخلي، أول من أمس، بمؤازرة قوة من الجيش اللبناني، قطعة أرض في الهرمل مزروعة بنبتة حشيشة الكيف «القنّب الهندي»، تقدّر مساحتها بحوالى 5 دونمات. مسؤول أمني أوضح لـ«الأخبار» أن هذه القوى كانت قد نفذت قبل نحو أسبوع مهمة تلف مماثلة في سهل بوداي، ضمن قطعة أرض قدّرت مساحتها بحوالى 50 ألف متر مربع، كان بعض المزارعين قد اعتمدوا أسلوباً جديداً في زراعة بذور حشيشة الكيف، أو ما يعرف بـ«القنبز»، وذلك من خلال استخدام آلات زراعيّة متطوّرة لطمر البذور في التربة بشكل مستقيم، لافتاً إلى أن ريّ هذه الشتول التي تراوح ارتفاعها بين 70 و 90 سنتم، كان يحصل بواسطة شبكات الريّ الحديثة. لجوء هؤلاء إلى هذه الطريقة، بحسب المسؤول، جاء بعد أن كانت القوى الأمنيّة قد انتهت أوائل شهر آب الماضي من تنفيذ حملة تلف واسعة شملت جميع الأراضي المزروعة بالنباتات الممنوعة في منطقة البقاع الشمالي، و«ربما هذه هي التجربة الأولى التي يحاول البعض إجراءها في هذا المجال»، ويتابع المسؤول أن عملية تلف النباتات أتت في آخر مراحل نضوجها وقبل بداية قطافها من قبل زارعيها، الذين توصلت الاستقصاءات والتحريات إلى معرفة هوياتهم، والعمل جار لتوقيفهم. المكتب المعني لا يزال يطلق الدوريات للكشف على جميع الأراضي المحتمل زراعتها بنبتة الحشيشة في أوقات متأخرة من هذا العام.
أما عن زراعة حشيشة الكيف خلافاً لما درجت عليه العادة من حيث التوقيت، فقد وضعها المسؤول الأمني ضمن سلسلة الأساليب التي حاول البعض اللجوء إليها. فقد سارعوا إلى رش بذور «القنبز» بين نباتات الحشيشة المكتملة النموّ، وذلك فور علمهم باقتراب عمليّة التلف من أراضيهم، بهدف طمر البذور من جديد في التربة تلقائياً، أثناء إزالة الشتول بواسطة سكك الجرارات الزراعية المستأجرة لهذه الغاية.
يُشار إلى أن حملات تلف الزراعات الممنوعة التي تنفذها القوى الأمنيّة اللبنانيّة، تبدأ سنوياً في منتصف شهر آب، إلا أن تغيّرات المناخ هذا العام وامتداد فترة احتباس الأمطار أسهمت إلى حدّ ما في نموّ النباتات ونضوجها في وقت مبكر.