مستقلة... وأنت؟». بهذا الشعار عبر موقع «فايسبوك» دخلت دالا غندور معركة انتخابات بلدية بيروت. على الرغم من الخسارة المتوقعة، لا تزال تقدّم بعض المقترحات لتحسين الواقع التنموي في العاصمة
محمد محسن
وزّعت دالا غندور برنامجها الانتخابي بمفردها. صوّرها أحدهم في حديقة أحد البيوت القديمة في شارع فردان، تلبية لدعوة صاحبة المنزل، بعدما رأتها تجول في الشارع مع مصوّر، يجرّبان زوايا مختلفة لالتقاط صورة جميلة. قصة ترشّحها لعضوية المجلس البلدي في بيروت مختلفة عن الأعراف التقليدية لمرشحي الانتخابات البلدية.
كأي مرشّح مستقلّ، واجهت ابنة بيروت تعليقات محبطة. على قاعدة «شو بدك بهالبلبلة» كان كثيرون يمدّونها بالنصائح. بمعيار الربح والخسارة، كانت تدرك جيداً أنها لن تدخل البلدية عضواً في مجلسها. لكن بمعيار إثبات الوجود، كما تقول، تدرك أن بإمكانها فعل شيء ما. تنطلق من رغبة داخلية في معرفة «كلّ ما يجري حولنا. العمل البلدي بالنسبة لي هو مقدمة للعمل السياسي، لكن بمعنى رعاية شؤون الناس، وليس العمل السياسي السائد حالياً في لبنان». خلال المعركة الانتخابية، فوجئت غندور كثيراً، فـ«بعض الناس لم يكونوا على علم بالانتخابات البلدية». أكثر ما آلمها هو أن «شريحةً كبيرة من الناس لا يؤمنون بقيمة أصواتهم. يائسون من قدرتهم على إحداث التغيير». لم تتراجع عن مشروعها، حتى من خارج أروقة البلدية. الأهم بالنسبة إليها هو ذاكرة بيروت التي «إذا ضاعت فلن تعود». تشكو من غياب التخطيط المدني لبيروت. لا تجد مبرّراً للعمران العشوائي في العاصمة «أبنية عالية وأخرى قصيرة، من دون أي اعتبار لشكل العاصمة». ثمّة 350 ورشة بناء في بيروت، لأبراج طويلة «قلّة هم من سيستفيدون منها من اللبنانيين». وتقدّر لبعض الجمعيات دورها في المطالبة بالحفاظ على تراث بيروت، لكن المطلوب «قرار سياسي يفرض الحفاظ على تراث العاصمة، الدكتاتورية مطلوبة في المحافظة على الآثار».
لا يستهويها الحديث عن فاعلية المرأة في العمل التنموي «ليش الرجل عنّا فعّال؟ هل القرار بيده؟» تسأل. يلفتها غياب شرطة البلدية وحرس بيروت عن المدارس، والسبب؟ «المخدرات تنتشر حتى في المدارس، وجود الحرس سيعوق هذا الأمر كثيراً». تعلّمت دالا من ورش العمل البلدية الكثير. تجارب نسوة كثيرات في العمل البلدي، جعلتها من مؤيدي قانون الإصلاح الانتخابي «أنا مع الكوتا الجندرية في خطوة نحو تعزيز مشاركة المرأة». رغم ذلك، تؤكد أن ورش العمل لا تكفي. الحاجة إلى نفَس تطوعي شاب، فضلاً عن «وعي بأهمية التغيير». لا تعلّق على عمل المجلس البلدي الحالي «قد يكون أنجز أموراً مهمّة لكن أحداً لم يعلم بها. من هنا تأتي ضرورة التواصل بين المواطن ومجلسه البلدي». تدعم فكرة «بلدية الظل» إذا توافرت شروطها. برأيها، «هي جزء من الرقابة، وتشبه لجان البلديات. مهمتها إنجاز المشاريع التي تعجز البلدية عن إنجازها». جهود الشباب والجمعيات اللاطائفية مستغربة، أما الشباب غير المسيّسين فهم جمهورها المستهدف. «لمن سنترك الشأن العام؟ للأسف، في لبنان، التنمية والعمل البلدي محكومان بالسياسة، بينما العكس هو الصحيح».