جوانّا عازار«أنا بعدني مصيّف حتّى تبكي الدني»، يقول الشاب إيلي أبي يونس الذي لا يزال يقضي وعائلته «أحلى أيّام الصيفيّي» في بلدة اللقلوق. أبي يونس الذي يسكن في جبيل في فصل الشتاء اعتاد أن يمدّد «الصيفييّ» حتى نهاية شهر تشرين الأوّل من كلّ عام، وهو لا يبدي أيّ تأفّف أو تذمّر من اجتياز المسافة يوميّاً من اللّقلوق إلى بلدة نهر إبراهيم حيث مركز عمله. «المناخ في اللّقلوق رائع، والهدوء يخيّم على الأجواء» يقول أبي يونس، مضيفاً: «لست وعائلتي الوحيدين الذين يأبون النزول إلى الساحل باكراً. بعض العائلات تبقى هنا حتّى بداية تشرين الثاني أو أكثر، والبعض الآخر نزل إلى الساحل بسبب بدء المدارس والجامعات. إلّا أنّ هؤلاء يعودون إلى اللقلوق ليمضوا فيها عطلة نهاية الأسبوع». ماذا عن الصقيع الذي يضرب البلدات الجبليّة في هذه الفترة؟ «الصقيع يعني، مش كتير» يقول أبي يونس، شارحاً أنه «تنظّم سهرات حول النار مساء كلّ سبت تجمع عدداً من أبناء البلدة في جوّ دافئ ينسيهم الصقيع». وفي عطلة نهاية السبوع يكون الجوّ حسب أبي يونس ملائماً للتنزّه في الطبيعة وفي تنظيم الجولات الجبليّة على الدراجات الرباعية الدفع.
الجوّ ملائم للتنزّه في الطبيعة وتنظيم الجولات الجبليّة على الدراجات الرباعية الدفع
ليس بعيداً عن اللقلوق، تمضي الشابّة ريبيكا زيادة الصيف في بلدة إهمج. هو صيف يطول مع العائلة حتّى عيد البربارة في الرابع من كانون الأوّل. «إنّها عادة العائلة منذ نحو عشر سنوات. نعود إلى جبيل بعد هذا العيد» تقول زيادة، مشيرة إلى أنّ عدداً من العائلات يمدّد فترة الصيف في إهمج إلى جانب آخرين يمكثون فيها صيفاً وشتاءً. وزيادة التي تعمل في الكسليك، لا تجد صعوبة في التوجّه يوميّاً من إهمج إلى مكان عملها. «الجوّ عائليّ، وهو لا يختلف كثيراً عن فترة الصيف. الزيارات متبادلة بين أبناء البلدة الذين يتشاركون أحلى الجمعات». وتشرح زيادة أنّ خلال هذه الفترة من العام، تجتمع النساء في البلدة لإعداد مونة الشتاء.
وكأبي يونس وزيادة، يفضّل شابات وشبّان كثيرون تمديد موسم الصيف قبل أن «يشتّوا» في المدن الساحليّة. الشاب بيار ضوّ واحد منهم، وهو يقضي فترة الصيف الممدّة في بلدة لحفد. «ما بنزل ع جبيل مش لأنّو ما بحبّ انزل، بس لأنّو بحبّ ضيعتي». ماذا عن النشاطات خلال هذه الفترة من السنة؟ «لا نشاطات أو احتفالات رسميّة، إلّا أننا مجموعة من الشباب نبقى في البلدة وننظّم السهرات الخاصّة واللقاءات». هنا، الطقس جميل خلال هذه الفترة من العام حسب ما يشرح ضوّ الذي يختم بالقول: «الطريق المؤدّي إلى لحفد سيّئ؛ لذا يجب العمل على بدء تأهيله، وفي الانتظار سنبقى هنا لتمضية الفترة الباقية من صيفنا الممدَّد».