البقاع ـــ رامح حمية«معقول يلغوا عقدي هيدي السنة؟ حتى الآن ما في إلّا تلميذين بالصف ويمكن يسكّروا الاختصاص، رح يطيّروا أربع ساعات من العقد إذا ما تسجل طلاب». هكذا، يبدأ العام الدراسي للمتعاقدين في التعليم المهني والتقني الرسمي: قلق دائم على ساعات التعاقد، وسعي حثيث لزيادتها أو منعها من التناقص في الحد الأدنى. وهذه ليست حال المتعاقدين في البقاع فحسب، بل في كل المناطق اللبنانية أيضاً.
يتوقع هؤلاء خسارة موقعهم في أي لحظة إذا بقي الوضع على حاله، أي إذا استمر تراجع نسبة التسجيل في الاختصاصات الفنية، في وقت تصر فيه المديرية العامة للتعليم المهني والتقني على التقيد بتعميمها المتعلق بتحديد الحد الأدنى لعدد الطلاب في كل شعبة. يوضح أحد مديري المعاهد في البقاع الذي رفض ذكر اسمه لكونه يحتاج إلى تصريح أنّ التعميم يشترط أن لا يقل عدد الطلاب في السنوات الثانية والثالثة عن ثمانية، فيما يجب أن تضم السنوات الأولى ما عدا الاختصاصات الصناعية 12 عشر تلميذاً على الأقل، وإلّا فإن مصير الصف أو الاختصاص هو الإقفال. لكن المدير يتحدث عن تواصل مع المدير العام أحمد دياب، لجهة التفاوض بشأن استثناء بعض الاختصاصات من التعميم وخفض العدد المطلوب، وإن كان لا يخفي أنّ بعض الصفوف لم يتسجل فيها أحد، وبالتالي فإقفالها واقع لا محالة.
أما تثبيت المتعاقدين في ملاك المديرية، فيضيع بين إصرار وزارة التربية على مشاركتهم في مباراة مفتوحة ينظمها مجلس الخدمة المدنية ويشارك فيها جميع أصحاب الاختصاص، والمباراة المحصورة بهم التي يطالب بها المتعاقدون أسوة بزملائهم في التعليم الأساسي والثانوي.
وإلى حين حل هذه المشكلة، يستجدي الأستاذ، كما يقول علي، المتعاقد مع إحدى المدارس الفنية، ساعات التدريس من مديري المدارس أو المعاهد، ومن التلامذة «بعد شوي رح نترجاهم، دخيلكم إيدنا بزناركم تسجلوا». يروي كيف «نتعرّض للإذلال مع بدء كل عام الدراسي، من دون أيّ اعتبار لشخوصنا كأساتذة».
في كل الأحوال، انطلق العام الدراسي رسمياً في المهنيات، والقاعات لا تزال شبه خالية من الطلاب، ما أربك المديرين والأساتذة على حد سواء. التسجيل في معاهد البقاع تحديداً يسير «ببطء شديد»، إذ لم يتجاوز عدد المسجلين مئة طالب في معظم المهنيات، في وقت لم يكن فيه العدد في العام الماضي يقل عن 300 طالب. يرجح مدير المعهد أن يكون الأمر ناتجاً من التراكمات المادية والضائقة الاقتصادية، متوقعاً أن يرتفع العدد في نهاية الشهر الجاري.
يلفت أحد أساتذة الملاك في التعليم المهني والتقني إلى أنّ سبب التأخر في التسجيل يعود إلى التضارب في مواعيد امتحانات الدورة الثانية، وتاريخ البدء العام الدراسي المهني، في وقت كان فيه طلاب شهادات البكالوريا الفنية والامتياز الفني يُمتحنون في مواد اختصاصهم في بداية تشرين الأول.
يرى المتعاقدون أنّهم الأكثر تضرراً في كل ما يحصل، فتدني نسب التسجيل «يعني خسارة مؤكدة لساعات التعاقد»، «وعقدي كلو 8 ساعات»، تقول فاطمة، إحدى المتعاقدات في مدرسة مهنية بقاعية. أما أحمد، فيؤكد أن «خسارة بعض الأساتذة لساعات تعاقدهم تجعل مديري المعاهد والمدارس الفنية يضغطون على الأساتذة الذين يملكون عدد ساعات أكبر ويحوّلونها إلى آخرين». يشدد على أن المشكلة لن تعالج إلا بالتثبيت كما حصل في التعليم الأكاديمي. بدوره، يتساءل طوني عن الوقت الذي تنتهي فيه معاناة المتعاقد المهني لجهة تثبيته في ملاك مديرية التعليم المهني والتقني، والتخلص من ارتباط مصيره المهني برضى المسؤول السياسي!.


تقسيط المستحقات

يخشى 13 ألف متعاقد في التعليم المهني والتقني المباراة المفتوحة التي تفسح مجالاً أمام مشاركة كل المجازين، وخصوصاً من مضى على تعاقده أكثر من 15 سنة. يستغرب عضو اللجنة العليا للأساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني عادل حاطوم عدم بت وزارة التربية والتعليم العالي مسألة «تثبيت» الأساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني الرسمي، أسوة بأساتذة التعليم الثانوي والأساسي الرسمي. ويوضح في اتصال مع «الأخبار» أن الوزارة تتأخر كثيراً في دفع المستحقات، إذ إنّنا لم «نقبض حتى الآن عن العام الدراسي 2009 ـــــ 2010 ما يفرض علينا أعباءً كثيرة». يقترح حاطوم تقسيط المستحقات على دفعتين خلال العام الدراسي الواحد.