تتعثّر بدمعاتها الكثيرة... وضحكاتها الأكثر، ثم تطرق قليلاً على البتلة الخامسة (!) في تلك «البوفارديا» الزرقاء، ويضج الحقل بضحكاتها... تمدّ جناحيها الطحينيّين متعاليةً على خوفها من أن تعصف بألوانه حكايةٌ جديدة، تلقي بالفاجعة بثقة من يحمل الفرح بين ذراعيه، لا تخطئ في الموت قلباً أبداً، ثم تعلن الحب كافتتاحية عرضٍ عسكري، لن تتخلله الموسيقى، وتدور بقلبها الهش مسنداً لابتسامةٍ صغيرة خبّأتها لهذا اليوم بالذات... ثم تـُبكيني... وتضحك، فأضحك!أيُّ شيطانٍ هذا الذي تعلقينه في خزانه ملابسكِ وترتدينه كلما غضبتِ؟ وأيّة قبيلة ملائكة هي تلك التي تبعثرين بين كلماتكِ صك براءةٍ من كل دمعة في الأرض كلما حاصرك حب؟ وكيف تُخبئين قافلة شتائمكِ الفاخرة خلف ضحكاتكِ المفاجئة؟ تباغتين بها مزاجي العكر دائماً، فلا يبقى لي أمامكما سوى التخلي عن نصف القلب الذي أدّخرُ لأحزن به على ذئاب صدره التي ما آذت سوى رئتيه وليلاه!
لتحترق ما بين كل هذا كل تلك الأعوام الفاجرة التي لم تحفل بقلبكِ الواسع يا صغيرة، ولنرفع صلاة أولى هذا العام على نيّاتنا المفسدة بالدلال الممطر من أحاديثنا، لعلَّ سماءً تمطرنا يوماً على جبين لغةٍ سنخترع ما بقي من حروفٍ لها في خاناتٍ أفرغها طيشنا ذات رأس سنة، فلا تسألي... ولا تُخبري، هناك ما بين الأضلع المقوّسة ما يستعصي على هذه المكعبات الباردة المغبّرة.

من مدونة «كارولينا الشرقية»:
http://caroollina.wordpress.com