قرطبا ــ جوانا عازارأمس بعد الظهر، كانت رائحة الحريق لا تزال تفوح في بلدة قرطبا. هنا، وتحديداً في أحراج قرطبا ومزرعة السياد، شبّ بعد ظهر الأحد حريق كبير أتى على أكثر من 20 ألف متر مربع، إذ التهمت النيران أشجار السنديان والعفص، التي يزيد عمر بعضها على مئة عام.
«كتّر خير الله لو لم تحاصَر النيران، لكانت قد وصلت إلى منازلنا، ما بدّها كتير الشغلة» تقول لـ«الأخبار» السيّدة حنينة عطا الله قسيس، التي تسكن في منزل قريب للأحراج التي اشتعلت فيها النيران، مضيفةً «بدأ الحريق بعد ظهر الأحد ولم نعرف سببه، احتمالات كثيرة متوقّعة، منها الحرّ وارتفاع درجات الحرارة، أو من الممكن أن يكون أحدهم قد أحرق النفايات فامتدّت بعدها النيران إلى المكان، لا يمكننا أن نجزم بسبب الحريق المباشر، إلا أنّ الأكيد أنّه امتدّ إلى الأراضي المزروعة امتداداً مخيفاً، مخلّفاً ضرراً كبيراً». وتقول قسيس إنّ آليات الإطفاء وصلت الى المكان من قرطبا ومن خارجها، وقد شارك أبناء البلدة وشبابها في «عونة» لمحاصرة النيران مع عناصر الدفاع المدنيّ والجيش، مستخدمين إلى مطافئ الحريق الصغيرة، أدوات بدائية كالمعدور، الربش وغيرهما ممّا توافر لهم من وسائل. ابنة البلدة تخوّفت من تجدّد النيران وازديادها نظراً إلى صعوبة الوصول إلى أصل الحريق، وبالتالي فإنّه لم يخمد تماماً، والدليل على ذلك أنّه تجدّد صباح الاثنين مع هبوب الرياح.
مارون كرم، الذي شارك شباب البلدة والبلدات المجاورة في إخماد الحريق، أشار بدوره لـ«الأخبار» إلى أنّ «الحريق بدأ على جانب الطريق، ما يرجّح احتمال أن يكون مفتعلاً، وقد تأجّج بسبب العشب الكثير اليابس في المكان، واجتاح أشجار السنديان والعفص والبلوط والتفاح، وقد وصلت النيران إلى بعد أمتار عن المنازل». وكان كرم قد عاد الى مؤازرة رجال الإطفاء لإخماد النيران التي عادت وتجدّدت صباح الاثنين.
التجربة عينها خاضها طوني بيروتي الذي شارك هو الآخر في عمليّات الإطفاء بعد ظهر الأحد، عامداً ومن معه إلى رشّ المياه على المساحات الخضراء والأشجار التي نجت من الحريق، وذلك قبل أن تصل النيران إليها. بيروتي أشار إلى أنّ الحريق امتدّ خلال ساعات من خراج مزرعة السيّاد، حتّى وصل إلى منطقة الغابات، وعريض مار عبدا (في قرطبا). وقد أسف بيروتي للخسائر الكبيرة التي تتكبّدها المنطقة سنويّاً بسبب الحرائق، سائلاً عن طائرة السيكورسكي، وعن عدم مشاركتها في إخماد النيران، ولماذا لا يشتري المسؤولون طائرات إضافية، ما من شأنه توفير الخسائر الفادحة.