زغرتا ــ فريد بو فرنسيسلم تكن ساحة «الضيعة» في سبعل، أمس، على طبيعتها. فقد غادرها الهدوء على حين غفلة، ليحلّ مكانه الصخب الممزوج بالفرح، بعدما حطّت سوق الطيب رحالها هناك. كان ثمة ما يميز هذا الحضور في سبعل، فلا يمكن أن يحل ضيف من دون أن تستقبله سبعل بصوت شاعرها الراحل أسعد السبعلي، الذي حرصت اللجنة المنظمة على تخليد اسمه في مهرجانها من خلال عرض تسجيلات صوتية ومرئية له. على صوت السبعلي، حضر أهالي الضيعة إلى ساحتهم، حاملين عدّتهم ومنتجاتهم البلدية التي سيبيعونها في السوق التي تزور البلدة للمرة الأولى. في جعبتهم، كان كل شيء «بلدياً»، من الكبة الزغرتاوية إلى مناقيش الصاج وخبز القمح والمكدوس و«الطبخات» القديمة التي ما عاد الكثيرون يعرفون طعمها. وضعوها على الرفوف، وانتظروا زبائن لن يأتوا من قريتهم فقط، بل من مناطق أخرى مجاورة أو حتى بعيدة. كثيرات في البلدة ينتظرن مجيء السوق إليهنّ لتسويق منتجاتهن وتأمين مورد رزق إضافي أو حتى أساسي. جومانا نجيم من بلدة رشعين، هي واحدة من اللواتي ينتظرن الموعد السنوي للسوق. أمس، حملت نجيم منتجاتها وجلست أمام جناحها في السوق، آملة «العودة بدونها»، تقول. ليست هذه المرة الأولى التي تشارك فيها نجيم في سوق الطيب، إذ شاركت فيها «قبل سنوات، كما في غيرها من الأسواق، ووجدت أنني قادرة على تسويق منتجاتي، وأصبح لديّ زبائن من خارج قضاء زغرتا». نجيم، ليست الوحيدة التي وجدت في السوق ملاذها ومورد رزقها، فكثيرون غيرها لم تهدأ حركتهم أمس أمام الساندات، يستطلعون حاجات زبائنهم ويروّجون منتجاتهم. فاطمة شحاده، بائعة أخرى أتت من بلدة بيت الفقس في قضاء الضنية لبيع منتجاتها من شراب ومربيات في السوق. وتقول شحادة «شاركت في معارض عدة عبر تعاونية الإنماء الريفي في بيت الفقس، إلا أني أفضل أن أعرض

العام المقبل تحلّ سوق الطيب باكراً في سبعل لكسب حضور المغتربين
منتجاتي في أماكن لا توجد فيها منتجات مماثلة كسوق الطيب». بات هذا السوق مورداً للكثيرين وتقليداً سنوياً في المناطق التي يحلّ فيها. ولأنها المرة الأولى في سبعل، كان الجو مختلفاً وكانت المشاركة كبيرة. وفي هذا الإطار، يشير رئيس بلدية سبعل الشيخ حبيب طربيه إلى «أن المهرجان لاقى أصداء إيجابية، حيث حضر الكثير من البائعين والشارين من أماكن كثيرة». ووعد طربيه «بتكراره كل عام، لكن بفارق بسيط في التوقيت كي نكسب حضور الاغتراب السبعلي بالمشاركة والحضور». أما لماذا سبعل تستضيف السوق للمرة الأولى؟ فقد قال المؤسس كمال مذوق: «نحن لا نقوم بأي مشروع مناطقي إلا عبر السلطات المحلية والبلدية، ودائماً ننتظر دعوتهم كي نأتي». ورأى مذوق أن أهداف السوق تكون عادة منوعة بحسب المكان والمنطقة، «والهدف اليوم هو الدخول إلى سبعل من خلال تقليدها العمراني والثقافي والغذائي والزراعي». ويضيف «ولهذا، كان معظم المشاركين من منطقة سبعل، مع متفرقات من مناطق مختلفة من لبنان، وفي المرة المقبلة، أهالي سبعل سيشاركون أهالي من مناطق أخرى، وبهذا تكون اللائحة قد كبرت وتوسعت، وهذا هو الهدف». يذكر أن المهرجان قد تخللته مسابقة لأفضل عرض، وقد نالت جائزته جان وطفا عن طبخة «اللوبيا بالبرغل».