جوانّا عازار يعتصم أهالي مشمش الجبيليّة (على ارتفاع 1250 متراً) أمام المدرسة الرسميّة في البلدة منذ 2 أيلول وهو تاريخ القرار الذي اتّخذته وزارة التربية والتعليم العالي بإقفال المدرسة ودمجها في مدرسة ترتج الرسميّة. أمّا مطلب الأهل والطلاب فواضح «بدنا تفتح المدرسة». «بدنا نتعلّم، بدنا ترجع تفتح المدرسة» عبارات ردّدتها بغضب الطالبة إليسار صوما التي تحضر وزملاءها يوميّاً إلى مدرسة مشمش الرسميّة المتوسّطة حيث يقضون وقتهم خارج حرمها. أمّا العدد الأكبر منهم فيتابع الدروس تحت السنديانة في الملعب لكي يبقوا في الجوّ التعليميّ. «هذا العام عندنا بروفيه، نأتي يوميّاً إلى هنا بانتظار أن يعيد وزير التربية النظر في القرار المجحف بحقّنا» تقول بدورها للأخبار الطالبة راشيل خوري، وتضيف شقيقتها ريتا «نسكن في مشمش صيفاً شتاء ونخاف من الاستمرار في قرار الإقفال». أما مارينا صوما فمطالبها واضحة «بدنا المدرسة فقط لا غير».
وفي التفاصيل التي ساقها بسّام صوما باسم لجنة الأهل، أنّ المدرسة تستوفي الشروط التي تضعها وزارة التربية إذ يبلغ عدد الطلاب فيها 52 طالباً، بالإضافة إلى 20 طالباً يودّون أن يتسجلوا فيها إذا عادت وفتحت أبوابها، وهي تحقّق نتائج رسميّة تصل فيها نسبة النجاح إلى مئة في المئة. كذلك فإنّ بناء المدرسة صالح وهي تضمّ 14 غرفة، 11 منها للتدريس، وغرفة مخصّصة للإدارة، وواحدة للأساتذة وأخرى هي مختبر.
ويصف الأهل والأساتذة في مدرسة مشمش قرار دمجها بمدرسة ترتج بغير المنطقيّ، لكون الأخيرة تبعد 17 كلم عن بلدتهم ويستحيل الوصول إليها شتاء بسبب الثلوج والجليد على الطرقات. وبعد، فإنّ مدرسة مشمش هي المدرسة الوحيدة في البلدة وفي البلدات المجاورة وعددها سبع (سقي رشمي، لحفد وجاج من جهة، عنّايا، حجولا وبشتليده من جهة أخرى). ويشير صوما الى أنّ الاستمرار في قرار الإقفال من شأنه تفريغ البلدة من أهلها الذين يسكنونها صيفاً شتاء. ومن الناحية التربويّة، فإنّ مدرسة مشمش لا تكلّف الدولة، اذ إنّ تكلفة تعليم المواد الإجرائيّة من رياضة ومعلوماتيّة، واللغة الانكليزيّة والموسيقى لا تتحمّلها الدولة وهي تقدمة من أبناء البلدة.
وعليه، يتوجّه مدير مدرسة مشمش فيليب ضاهر يومياً بكتب رسميّة الى مديريّة التعليم العالي وفيها اشارة الى أنّ «تجمّع الأهالي أمام المدرسة لا يزال قائماً احتجاجاً على قرار إقفالها ودمجها بمدرسة ترتج الرسميّة،الأمر الذي يمنعنا من الدخول اليها لتبليغ قرار الإلحاق»، ومع الكتب يرسل المدير أسماء الأساتذة الذين يحضرون يوميّاً الى المدرسة. وقد نشطت الاتّصالات بعد هذه الكتب من دون أن يعود الوزير عن قراره. سهيلة نعمه، التي يتعلّم أولادها الثلاثة في المدرسة قالت للأخبار «خربولنا بيوتنا»، مشيرة الى أنّ أولادها يبكون باستمرار رافضين التوجّه الى مدرسة أخرى، مضيفة «سيكون علينا إيقاظهم في الخامسة فجراً ليذهبوا الى المدرسة الأخرى، كذلك فإنّ الإمكانات الماديّة لمعظمنا لن تسمح بتسجيلهم في الباصات المدرسية. أضف أنّ من المستحيلات التوجّه الى مدرسة ترتج بسبب طرقاتها السيّئة». أما ابتسام أبي حنّا فلا تملك إلا ترداد «رح يطلعوا ولادنا بلا علم».


مبنى المدرسة

عمر مبنى المدرسة الرسميّة في مشمش 120 عاماً، وهو مستأجر من وقف مار يوسف، وكيل الوقف ميشال نون أشار للأخبار الى أنّ الخطوة الأولى للتعليم في المدرسة بدأت سنة 1952 مع تولّي وكيل الوقف حينها إدوار نون وزارة التربية، فوضع المدرسة بتصرّف الوزارة منذ ذلك التاريخ حتّى سنة 1965، لتستأجر بعدها الوزارة المدرسة من الوقف، وقد استمرّ الإيجار حتّى اليوم». بدأت المدرسة تاريخيّاً ابتدائيّةً ثمّ متوسّطة الى أن صدر قرار دمجها. وقد جلس على مقاعدها الكثيرون من أبناء البلدات المجاورة والبعيدة، وتخرّج فيها طلاب لمعوا على الصعيد ين القانونيّ والطبّي وغيرهما» حسب ما يؤكّد نون.