نادين كنعانأصبحت الساعة الواحدة بعد الظهر، وأنا لا أزال أتنقّل من محلّ إلى آخر في السوق، وقد تأخرت في شراء قميص لأبي ليرتديه في حفل زواج ابنة عمتي مساءً. هرعت إلى أحد المحال المعروفة في «مول» صيدا الشهير، وانتقيت قميصاً، دفعت ثمنه وعدت إلى المنزل. لكن لسوء حظ والدي، زادت كمية أكله في الآونة الأخيرة وزاد معها وزنه، ولم يناسبه قياس الـ«XXL». عدت مجدداً إلى «المحل المعروف» لأستبدل القميص بقياس أكبر. قصدت الصبية التي لا تنفك توزّع الابتسامات وأخبرتها بطلبي، فعبست فجأة، وانفعلت، وكأنني اقترفت ذنباً ما. وبعد فترة ليست بقصيرة انتظرت خلالها أن تحضر لي ما طلبت، جاءت وهي تحمل لي الخبر «المزحة»: «في XXXL» بس بدك تدفعي «Full Price» لإنو الخصم ما بيشمل القياسات الكبيرة». أخذت وقتي لأستوعب الموضوع، ثم طأطأت رأسي موافقة، ورحت أتجول في المكان بانتظار أن تحضر القميص. سألني أحد الموظفين عما إذا كنت بحاجة إلى مساعدة، فأجبته أنني أفكر فقط بطريقة أستطيع بها أن أنقص وزن أبي نحو خمسة كيلوغرامات اليوم. ابتسم الشاب بكثير من الاستغراب متسائلاً عن معنى ما أقول. رويت له، فأجاب بكل صرامة: «هذه سياسة الشركة ولا نستطيع أن نفعل شيئاً». عندما أحضرت الصبية القميص، توجهت إلى الصندوق لأدفع «فرق السعر»، وأخذت وقتي بالنظر إلى الشاب الذي سبق لي أن تحدثت معه وإلى مدير الفرع الواقف إلى جانبه، تريثت، وتوجهت إليهما ساخرة: «عندما يحين موعد التنزيلات المقبلة، اكتبوا إلى جانب «50% SALE» للنحيفين فقط!» وبعدما ابتسما ابتسامة «صفراء»، استأنفت حديثي: «هنئوا الشركة بالنيابة عني على هذه السياسة المميزة». ثمّ أخذ مدير الفرع يشرح لي سبب هذه الإجراءات. صراحةً لم أنصت إلى ما قاله، دفعت المبلغ، أخذت القميص، وغادرت «المحل المعروف». عزيزي «صاحب الوزن الزائد»: سارع إلى اتباع حمية غذائية إذا كنت تفكر في الاستفادة من التنزيلات في محال الألبسة!