صيدا ــ خالد الغربيلم يعد الشاطئ الصيداوي يتلألأ برماله الذهبية، فبعد اجتياح النفايات ومياه الصرف الصحي لأجزاء كبيرة منه، انتشرت في المكان كميات كبيرة من العبوات البلاستيكية الفارغة. هكذا «تكومت» العبوات التي قذفها البحر، معيداً تدويرها بعدما سقطت فيه مع نفايات أخرى من قمة جبل النفايات إلى عمق البحر، وتكدّست بشكل مروّع بعضها فوق بعض. مرت أيام عدة على «احتلال» العبوات للشاطئ من دون أن تحرّك بلدية صيدا ساكناً أو يعمد عمالها إلى إزالتها. أما تكاثر هذه العبوات فعائد إلى توقف عشرات العاملين في جمع «الخردة» عن جمع العبوات البلاستيكية كما كان يحصل في السابق. هؤلاء أهملوا، أخيراً، «التنقيب» عن هذا النوع من الخردوات بعدما أبلغهم المشرفون على المعمل الذي يشتري منهم غلتهم من الخردة أنهم لن يشتروا منهم العبوات البلاستيكية الفارغة بعد اليوم، لكونها غير صالحة للاستخدام أو إعادة التدوير، «فمياه البحر المالحة نالت من جودتها».
هكذا توقف أبو محمود العلايلي، أحد جامعي الخردة على شاطئ صيدا عن جمع مواد بلاستيكية ما عدا أنواع البلاستيك الصلب، لأنّ المعمل توقف، كما يقول، عن شراء النوعيات الهابطة من البلاستيك وأخرجها من قائمة مشترياته من الخردوات». يلفت الرجل إلى أنّ «جمع العبوات البلاستيكية غير مربح أساساً»، مشيراً إلى أننا «نجمع كميات كبيرة من القناني الفارغة ونحصل على مبلغ زهيد، والكمية مهما كبرت ما بتجيب حقها».
يقذف البحر إذاً «خيراته» من العبوات البلاستيكية وأنواعاً أخرى من النفايات من دون أن تتلقفها أيدي «المنقّبين» عند الشاطئ، فتشوّه صورته. يوضح العلايلي كيف كان هو وزملاؤه من جامعي الخردة يحررون الشاطئ الصيداوي من «هيدا القرف اللي هوي فيه». يشرح الرجل أن «حصيلة ما كنا نجمعه من عبوات بلاستيكية فارغة لم يكن يقل يومياً عن ثلاثة آلاف عبوة فارغة في محيط مكب النفايات وحده دون الأماكن الأخرى» التي كانوا يرتادونها، وبذلك «كنا نطهّر الشاطئ ونجمع العبوات فلا يبقى لها أثر». أما اليوم وبعد توقف جامعي الخردة عن العمل، زادت الكميات بصورة مخيفة، وخصوصاً أنّ «بطن البحر ولّاد». يغنّي العلايلي: «يا بلاستيك مين يشتريك، ويا بحر مين يحميك».