محمد محسن انقلب طلاب المعارضة السابقة ومنظمة الشباب التقدمي على تحالفهم، الذي أثمر فوزاً كاسحاً في الجولة الأولى من الانتخابات الطالبية التي جرت الأسبوع الماضي في الجامعة الأميركية ببيروت. ففي الجولة الثانية، التي جرت أمس، لانتخاب 17 عضواً ونائباً لرئيس الحكومة الطالبية (يضاف إليهم 7 أساتذة)، انشقّ طلاب المعارضة إلى تحالفين، وتحوّلت الانتخابات إلى صراع بين 4 قوى هي: تحالف طلاب «التقدمي» مع طلاب حركة أمل، طلاب التعبئة التربوية في حزب الله وطلاب التيار الوطني الحر، طلاب شباب المستقبل وطلاب القوات اللبنانية، وطلاب الجبهة البديلة بمفردهم. توزعت المقاعد كالآتي: فاز تحالف «أمل ـــــ الاشتراكي» بخمسة مقاعد عن كلية الآداب والفنون، 2 عن كلية العلوم الصحيّة، 2 عن كلية الزراعة والتغذية. أما المقعدان الباقيان في مدرسة التمريض فقد فاز بهما طالبان مستقلّان. وبقيت كليّتا الهندسة وإدارة الأعمال بلا انتخابات بسبب عدم اكتمال النصاب.
كان واضحاً منذ ما بعد الانتخابات أن التحالف الفائز دخل في مشكلة انعدام الثقة بين أطرافه، أرخت بظلالها في جولة أمس، إذ ترى منظمة الشباب التقدمي أنها تعرّضت «للغدر على أيدي طلاب التيار الوطني الحر، حيث شُطب جميع مرشحينا» يقول باسل العود مسؤول الجامعات الخاصة في التقدمي. يرفض جان جاك مانانيان، مسؤول الجامعات الخاصة في التيار الوطني الحر الاتهام

بقيت كليّتا الهندسة وإدارة الأعمال بلا انتخابات
بالتشطيب، «لم نشطّب أحداً، فليقرأوا الأرقام جيداً. ولنفترض أننا شطبناهم، هل يبرر ذلك تحالفاً مع المستقبل والقوات؟»، يسأل. من جانبه، يؤكد العود أنّ «طلاب التيار الوطني خذلونا في الجولة الأولى، ولم يصلحوا خطأهم في الجولة الثانية، والعين بالعين والبادئ أظلم». أمّا مانانيان فيصرّ على عبارة «لا تعليق». بدا واضحاً أن مندوبي المستقبل والقوات قد تبادلوا الأصوات مع تحالف «أمل ـــــ الاشتراكي»، وهو ما أثمر الاتفاق على إعطاء رئاسة الهيئة الطالبية في «الآداب والعلوم» لأحد المندوبين القواتيين.
يدعو المسؤول في مكتب الشباب والرياضة التابع لحركة أمل، يوسف جابر، إلى «عدم إعطاء الأمر أيّ أبعاد. هي انتخابات طالبية بحتة، وتركناها تسير ديموقراطياً بالاتفاق مع الإخوان في حزب الله والتيار. المعارضة متماسكة»، يقول. لكنّ كلامه لا يلقى صداه عند مسؤول التعبئة التربوية في «الأميركية» فضل حمادة، الذي يمتعض ممّا حصل «اتفقنا مع أمل والاشتراكي على فرط النصاب إذا لم تتفق كل قوى المعارضة، لكننا فوجئنا بأنّهم تحالفوا مع المستقبل والقوات ضدنا، وأكملوا النصاب ليضمنوا فوزهم»، يقول حمادة.