الكورة ــ فريد بو فرنسيسهي فتاة عمرها 16 عاماً، لم تكمل يومها كاملاً في المعهد الفني في زغرتا، حيث تدرس اختصاص التمريض ـــــ سنة أولى. تركت زميلاتها واقفات أمام باب المدرسة المطل على الطريق العام ينتظرن عودتها إلى الصف. خرجت من المعهد، ورحلت تحت أنظار زميلاتها في سيارة غير معروفة بالنسبة إليهن. عند مدخل بلدة كفرعقا الكورانية، منزل والدها يمتلئ بالأقارب والأصحاب الذين تجمعوا فور تلقّيهم خبر اختفائها... «لا يمكن أن تترك مدرستها بهذا الشكل وتهرب إلى جهة مجهولة من دون علم أهلها، وهي المعروفة بأخلاقها وصفاتها الحميدة».. هذا ما كان يُردد هناك. من جهتهم، يؤكد ذوو الفتاة أن ابنتهم «قد اختُطفت، سواء أكان برضاها أم غصباً عنها». أحد العاملين في المعهد قال لـ«الأخبار» إن الفتاة خرجت من الصف مع زميلاتها ووقفن كما العادة عند المدخل، وعند المقلب الآخر من الطريق العام كانت تقف سيدة أومأت إليها للاقتراب منها، ففعلت، ثم تحادثتا معاً قبل أن تذهبا مسافة أمتار قليلة، حيث كانت تتوقف السيارة التي ركبتا فيها.
ثمة رواية أخرى ترويها زميلات للفتاة. قلن إنها فور خروجها من باب المدرسة كانت في انتظارها فتاة ترتدي الحجاب عمرها 19 سنة وتحمل على يدها طفلاً صغيراً، بصحبة شاب يبلغ من العمر حوالى 30 عاماً. ألقوا عليها التحية وتحادثوا لبرهة من الوقت، ثم توجهوا سيراً على الأقدام باتجاه شارع البطريرك اسطفان الدويهي، واستقلوا سيارة «مرسيدس» وذهبوا معاً. وكانت الفتاة قبل رحيلها قد طلبت من زميلاتها أن يقلن لسائق الأوتوكار الذي يقلّها يومياً، من المعهد وإلىه، إنها لن تعود معه اليوم إلى المنزل، لأنها ذهبت لزيارة بيت عمها في بيروت، وهي ستمضي بقية النهار هناك. وبحسب زميلة لها هي الأكثر قرباً منها، فإن الفتاة بدت على غير عادتها في هذا النهار، ومضطربة جداً. كانت حائرة كأن شيئاً غير طبيعي يشغلها، كذلك فإن هاتفها الخلوي لم يهدأ طيلة وجودها في الصف، إلا أنها لم تتمكن من الخروج من المعهد إلا بعد انتهاء الدوام. من جهته، أوضح مدير المعهد طوني العم، في اتصال مع «الأخبار»، أن الإدارة فوجئت بغياب الفتاة عن الصف في اليوم التالي، وأنها لم تعلم سبب غيابها إلا من بعض الأقارب والأهل الذين جاؤوا إلى المدرسة للسؤال عن مصيرها، لافتاً إلى أنه لا يمكن أي شخص غير معروف من الإدارة أن يدخل إلى حرم المعهد، وخاصة إذا كان من خارج الجسم التربوي أو الطالبي، متمنياً على القوى الأمنية كشف ملابسات اختفائها.