رامي زريقفي الوقت الذي تترنح فيه حكومة الوفاق الوطني وتكاد تهوي على رؤوس المواطنين، لا بد من التساؤل عمّا إذا كان ثمة فائدة من تلك التجربة. فبالرغم من الاتهامات الدائمة من الفريق «الأربعطعشي» بأن هذه المقاربة أدت إلى شلل العمل، هناك دلائل تشير إلى أن أداء بعض الوزارات كان مميزاً. لقد غطت الصحف إنجازات الوزير شربل نحاس ونجاحه في ترتيب قطاع المواصلات وحماية أصول الدولة، بالرغم من محاولات فريق الخصخصة المتوغل في الحكومة لإفشاله. وقد أدت مواقف الوزير نحاس الصلبة إلى جعله هدفاً للتهديدات بدلاً من التهانئ! لكن، هناك وزارة أخرى أنجزت، خلال فترة قصيرة، ما كان الجميع يعدّ إنجازه مستحيلاً. فوزارة الزراعة، التي لم تنعم تاريخياً بأي دعم من دولة تركت القطاع الزراعي ينهار لأنه قطاع الفقراء، كانت في حالة «فالج لا تعالج» عندما تسلم مسؤوليتها الوزير الحاج حسن. لكن على الرغم من الصعوبات ومن شح التمويل، استطاع الوزير وفريق عمله تغيير هذه الصورة عبر إنجازات عديدة. نذكر منها على سبيل المثال برنامج دعم وتحسين زراعة القمح الذي سيؤثر إيجابياً على الأمن الغذائي، تشديد الرقابة على المنتجات الزراعية المستوردة، والعمل جنباً إلى جنب مع وزارة الاقتصاد والتجارة للحدّ من أرباح تجار اللحوم. ليس هناك من سر غامض يفسر إنجازات البعض وفشل البعض الآخر في الحكومة ذاتها، إلا العمل الجدي والملتزم والمنهجي في مقابل الفوضى والإهمال والفساد. وإذا دلت تجربة حكومة الوفاق الوطني على شيء، فهو إمكان الحفاظ على الدولة وتحسين واقع كل المواطنين، من خلال من يستطيع تخطي الضغوط الطائفية والإغراءات ليحقق هذا التغيير. طبعاً، من اللافت أيضاً أن تكون الإنجازات محصورة في وزارات تسلمتها المعارضة...