في الأشهر الأخيرة، سُجّل وقوع عدة عمليات سلب طاولت سيارات الأجرة السوريّة التي تعمل على خط شتورا ــ حمص، السائقون يتخوفون من تكرار هذه الحوادث، والأمنيون يعدون بكبح جماح العابثين بالأمن
نقولا أبو رجيلي
«لا تنام بين القبور، ولا تشوف منامات وحشه» (أي بشعة)، عبارة رددها أصحاب سيارات الأجرة السوريّة، قبل أن يقرر بعضهم التحدث لـ«الأخبار» عن عمليات السلب التي وقع ضحيتها عدد من زملائهم في أماكن متعددة وفي فترات مختلفة. «امتدت» عمليات السلب على طول الطريق الدوليّة بين شتورا ونقطة القاع الحدوديّة التي تفصل بين لبنان وسوريا. السائقون فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، والتعريف عن أنفسهم بألقاب مستعارة.
أبو مروان يبلغ من العمر 55 عاماً، وقع ضحية السالبين قبل نحو أربعة أشهر، حضر مجهول الى مركز انطلاق سيارات الأجرة السوريّة في ساحة شتورا، وأوهم السائقين بأنه يريد الانتقال الى حمص مع عائلته التي تنتظره في بعلبك. استقل الراكب المجهول سيارة أبو مروان، وعند مفرق بلدة عدّوس، طلب من السائق سلوك طريق فرعيّة، متذرعاً بأن محل سكنه يقع على مقربة من الطريق العام، وما إن قطع أبو مروان مسافة بضعة أمتار، حتى فوجئ بمسلحين، أجبروه على الترجّل من سيارته الهيونداي حديثة الصنع، وانطلقوا بها بسرعة جنونيّة الى جهة مجهولة. أبو مروان بادر فوراً إلى إبلاغ السلطات الأمنيّة اللبنانيّة بالأمر، وبعد مرور أقل من أسبوع على حصول الحادثة، تمكّن رجال الأمن من العثور على السيارة المسلوبة وأعادوها الى صاحبها.
عمليّة سلب مماثلة كانت قد حصلت قبل نحو شهرين، وقع ضحيتها السائق أبو هشام، لكنه استرد سيارته الـ«هيونداي» (صُنع 2008)، بعد أن دفع مبلغ 10آلاف دولار لشخص مجهول يعمل لمصلحة عصابة السلب. بدوره سرد أبو متعب (45 عاماً) قصته مع 3 أشخاص يرتدون اللباس المدني، كانوا قد اعترضوا سيارته بالقرب من مفرق بلدة طليا (جنوب مدينة بعلبك)، وزعموا أنهم من رجال الأمن، بحيث أقدم أحدهم على وضع مسدس حربي في رأسه، طالباً منه الترجّل من السيارة وإبراز أوراقها، وأضاف أبو متعب أن شكوكاً ساورته في حينها، من الطريقة المريبة التي تصرف بها هؤلاء، هذا ما دفعه الى عدم الامتثال لأوامرهم. يقول أبو متعب: «لحسن حظي،

تكثر الروايات حول الأساليب التي يعتمدها السالبون
راح أصحاب السيارت العابرة يتمهّلون لاستطلاع ما يجري في المكان، فما كان من صاحب المسدس إلا أن انتزع من يدي جميع الأوراق طالباً مني اللحاق به»، في ظل هذا الوضع لم يكن أمام السائق سوى متابعة سيره وإبلاغ أقرب مركز أمني بما حصل معه. الأمور لم تنته هنا، إذ اضطر الرجل الى الانقطاع عن عمله لمدة تجاوزت الشهرين، متنقلاً خلالها بين الدوائر الرسميّة والمراكز الأمنيّة والقضائيّة في لبنان وسوريا، للاستحصال على مستندات بدل عن ضائع، ونسخ طبقاً للأصل عن الأوراق التي سلبت منه في ذلك اليوم.
أجمع السائقون العموميون السوريون في ساحة شتورا، على أن تخوّفهم من تكرار عمليات السلب التي تطولهم، وهذا ما يجعلهم يفكرون «ألف مرة»، قبل أن يقِّلوا أي شخص في سياراتهم قد يرتابون بأمره، كما لفت أحدهم الى أنه وزملاءه بدأوا يزيدون من السرعة خلال الليل، وذلك أثناء سلوك الطريق الدوليّة، وبالأخص عند محاولة بعض السائقين تجاوزهم مستخدمين أزرار تبديل سطوع أنوار سيارتهم، من الأعلى الى الأسفل وبالعكس، أو ما بات يعرف بـ«الغمّازات»، هنا يتدخل أحدهم ويهمس في أذن زميله «بس أخي انتبه من رادارات السرعة لأن غرامتها حرزانة».
أكد مسؤول أمني أن القوى الأمنيّة لن تستكين قبل أن تلقي القبض على جميع المخلين بالأمن في شتى المجالات، مشدداً على المعنيين لبنانيين كانوا أو أجانب، أن يبلغوا غرفة العمليات على الرقم 112، فور حصول أي طارئ يمس أمنهم وممتلكاتهم.