في عكار أربعة اتحادات بلدية بدأت بالتكوّن منذ عام 2002، وأربعة تطمح إلى التكون. وتكشف آلية تأسيس هذه الاتحادات والأفكار التي يتداولها الراغبون في تأسيس اتحادات جديدة أن الجغرافيا ليست عاملاً وحيداً في رسم حدود الاتحاد. هناك أيضاً إلى المرجعيات السياسية، الانتماءات الطائفية والمذهبية ومركز الاتحاد ورئاسته
روبير عبد الله
في 30 حزيران من عام 1977 صدر قانون البلديات الذي يحدّد شروط إنشاء اتحاد البلديات وصلاحياته، لكن صداه لم يبلغ عكار إلا عام 2002، أي بعد ربع قرن من الزمان. فكان أن أنشئ اتحاد بلديات الجومة الذي تكون من تسع بلديات، وهي: بينو ـــــ قبولا، رحبة، بزبينا، تكريت، عكار العتيقة، عيات، جبرايل، البرج، بيت ملات. وفي عام 2009 انضمّت بلديات: العيون، تاشع، الدورة، ضهر الليسينه، إيلات، ممنع، عين يعقوب، ليصبح أول وأكبر اتحاد في عكار من أصل الاتحادات الأربعة القائمة فيه حالياً.
عامل أساسي كان له دوره في تأسيس هذا الاتحاد، يتمثل في أن منطقة الجومة تمثّل مركز ثقل نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس، الرجل الذي يتمتع بحيثية جعلته مركز استقطاب لم يتغير على مدى العقود الماضية، رشّح مدير أعماله سجيع عطية رئيساً للاتحاد بعدما وفّر له موقعه رئيساً لبلدية رحبة. لذلك، تكاد صفتا عطية بين رئاسة الاتحاد وإدارة أعمال فارس تتماهيان، بل إن الصفة الأخيرة تكاد تكون هي الطاغية لأنّها وفّرت للاتحاد موقع الريادة في عكار، كما وفّرت لعطية فرصة ترؤس الاتحاد بالتزكية منذ تكوينه ولغاية هذا التاريخ.
نشأ اتحاد الجومة في ظلّ تحوّلات كانت المذهبية طابعها الأبرز
هذا التماهي يفرض نفسه على المكان الذي نلتقي فيه عطية: مركز عصام فارس في حلبا. سياق المقابلة أطول من المقابلة بحدّ ذاتها. فالرئيس عطية مستعجل، ومع ذلك لم تفُته لياقة الاستقبال وجدية الاهتمام بالموضوع، وإن ذكر بإيجاز أن الاتحاد تأسس عام 2002 من خلال فوزه بالتزكية تحت رعاية عصام فارس. «إنه أوّل اتحاد في عكار، أنجز العديد من المشاريع التنموية، ودائماً برعاية دولة الرئيس، من توسيع الطرقات وزراعة الأشجار على جنباتها، إلى الصرف الصحي حيث يجري العمل على ربط قرى الجومة وصولاً إلى استحداث معمل للتكرير». عطية يرى إلى بلدات الجومة وقراها «بلدة واحدة تمتد من إيلات حتى عكار العتيقة». وحين يحكي عن الإنجازات تتداخل مجدداً العلاقة بين فارس والاتحاد، فيستكمل التعداد ليشمل جامعة البلمند (قيد الإنشاء)، المطرانية، البراد التعاوني.. وهي برأيه مما يساهم في «تطوير الطابع الحضاري لعكار عموماً ومنطقة الجومة خصوصاً تحت شمسية دولة الرئيس، من دون أن يلغي ذلك وجود أطياف متنوعة في المنطقة».
تأخر قليلاً تأسيس اتحاد بلديات الجومة، وهو على أي حال لا يمثل إلا ست عشرة بلدية من أصل مئة بلدية وبلديتين، هي مجموع بلديات عكار. فمتى بدأ تكوين الاتحادات الباقية في ظلّ غياب «الشمسيات الراعية».
لم يبصر اتحاد جرد القيطع النور إلا عام 2004، وهو يضمّ بلدات: حرار، فنيدق، شان، مشمش، قريات، حويش، قبعيت. وانضمت إليه سفينة القيطع عام 2006 وبزال عام 2007. كانت «شمسيته» النائب السابق وجيه البعريني التي مال ظلها بعض الشيء مع الخروج السوري من لبنان. لكن البعريني تمكن من تحجيم «تيار المستقبل» في منطقة فنيدق خصوصاً والجرد عموماً من خلال تأييده عبد الإله زكريا رئيساً لبلدية فنيدق بمواجهة رئيس بلديتها السابق سميح عبد الحي المدعوم من النائب خالد زهرمان. وبعد أن فاز زكريا في انتخابات بلدية فنيدق، فاز برئاسة اتحاد بلديات الجرد بالتزكية. في هذا السياق لم تكن إنجازات الاتحاد لافتة لأنه نشأ في ظروف تحوّل سياسي كان للطابع المذهبي فيها الحيّز الأبرز.
يبقى اتحادا بلديات الشفت ووسط القيطع وساحله، حيث لا «شمسية» تظلّل أياً منهما. وقد جاء تشكلهما ضمن آخر ثمانية اتحادات على مستوى لبنان. في وسط القيطع وساحلها، حيث الحضور البارز لـ«تيار المستقبل»، كان لافتاً خروج رئاسة الاتحاد من ببنين (أكبر بلدات الاتحاد) بعد خسارة «التيار» الانتخابات البلدية، ليتسلم الرئاسة أحمد المير رئيس بلدية مار توما، وهي من أصغر البلدات العكارية. وهذا ما يؤكد البعد السياسي لتكوين الاتحادات وخصوصاً في منصب الرئاسة. يذكر أن اتحاد وسط القيطع وساحلها تكوّن عام 2007 وضمّ البلدات التالية: ببنين، برج العرب، العبده، مجدلا، القرقف، مار توما، المحمرة، وقبة شمرا، وعدد سكان ببنين للمناسبة يعادل تقريباً عدد سكان بلدات الاتحاد مجتمعة.
أما بالنسبة إلى اتحاد بلديات الشفت، فيمثل التأخر في تأسيسه ظاهرة منافية لمنطق الأمور. فالاتحاد يشمل حلبا مركز قضاء عكار حالياً، ومركز المحافظة لاحقاً. ومع ذلك تأخرت ولادته حتى عام 2007 ليشمل، إلى جانب حلبا، بلدات: الشيخ طابا، حيزوق، كرم عصفور، بيت غطاس، مزرعة النهرية، مشحا، القنطرة، الجديدة، الزواريب، منيارة، النفيسة، الشيخ محمد.
هذه الاتحادات الأربعة تضم 45 بلدية في عكار. وهي تألفت وفق التقسيمات الجغرافية والإدارية لعكار، فضمت بلدات الجومة، والشفت (حلبا والجوار) والقيطع بجرده ووسطه وساحله. وبقيت منطقتا سهل عكار، والدريب بتقسيماته المعروفة بين الأعلى والأوسط والأدنى. ويعني هذا التقسيم أن هناك، بالقوة، أربعة اتحادات أخرى، اثنان قيد التكوين واثنان لا يزال تكوينهما يتأجل حتى إشعار آخر. ومن بين الاثنين الأخيرين، واحد نسفه الانقسام المذهبي بين سنّة السهل والعلويين، والثاني يبدو أن البلديات غير متحمسة له لأن بعضها يشك في جدوى عمل المجالس البلدية القائمة، فكيف الحال إذا تألف الاتحاد؟
لا شمسية تظلّل اتحادَيْ بلديات الشفت ووسط القيطع وساحله
في بلدة تلمعيان في السهل، يجلس رئيس البلدية المنتخب عمر الحاج وإلى جانبه رئيس المجلس البلدي السابق مرعي المصري، في إشارة إلى تجاوز ذيول الانتخابات البلدية التي كانت شديدة الحماوة. الحاج متحمس لتأليف اتحاد لبلديات السهل بحيث يضم تلمعيان، القليعات، تل حياة، الحيصا، المسعودية، تل عباس الغربي، تل عباس الشرقي، تل بيرة، والعبودية. وعلى الرغم من صدور أصوات من سهل عكار تندّد بسياسة الحكومة إزاء مزارعي عكار ومنها أصوات صدرت من تلمعيان بالذات، ينطلق الحاج من خلفية يتداخل فيها منطقا الانقسام السياسي والمذهبي، قائلاً: «تيار المستقبل لا منازع له، لا على مستوى عكار ولا على مستوى لبنان كله، لأنه التيار الوحيد الذي يريد وطناً». هذا الكلام لم يكن إلا مقدمة لتبرير ما رآه تعثراً في تأليف الاتحاد، إذ «ثمة خلاف على الرئاسة» ففي السهل «أربع بلدات للسنّة وأربع للعلويين وبلدة تعلباس المسيحية». لذلك موضوع الاتحاد ما زال في طور الكلام «ولم يخرج إلى حيّز المناقشة العملية» برأي الحاج.
أما في تلبيرة، فقد كان رئيس البلدية، عبد الحميد سقر، المنتخب منذ عام 1998، معترضاً على أي صيغة تطرح التداول المذهبي، قائلاً: «إذا أصرّ الفريق الآخر على منطق المداورة في رئاسة الاتحاد، كما أسمع من البعض، فهذا سيكون الاحتمال السيئ. الأوضح هو اتحاد للسنّة وآخر للعلويين». لكن سقر يستدرك موضحاً أن سهل عكار «يتصف بأعلى درجات الحرمان من ضمن عكار ذاتها. لذلك نراهن على العقلاء انطلاقاً من مصلحة إنماء السهل في عكار»، وخصوصاً أن مشاريع الريّ والصرف الصحي ومياه الشفة المطروحة بإلحاح تحتاج إلى اتحاد بلديات بالنظر إلى عجز كلّ بلدية بمفردها عن تنفيذ أي من تلك المشاريع.
في الدريب الأدنى، الذي يحوي شربيلا والريحانية والسفينة ودير جنين ومزرعة بلدة والكويخات، كان لرئيس بلدية شربيلا جورج الوراق كلام يختلف عن كل ما قيل في البلديات وفي اتحاداتها. الوراق ينظر إلى ما يحدث في البلدات المجاورة على مستوى مجالسها البلدية بعين الشك والريبة، ويتساءل: إذا كان حجم الفساد ضمن البلدية الواحدة على ذلك المستوى، فما الذي سيحدث عندما يتكوّن اتحاد للبلديات؟ لذلك فإن فكرة اتحاد بلديات غير قائمة، علماً أن الدريب الأدنى يصبح خارج خريطة تكو، الاتحادات إذا أخذنا في الحسبان الاتحادات المكونة وتلك المزمع تكونها. يذكر أن الوراق خلف أبو علي كابي بشور الذي توفي بعيد الانتخابات البلدية الأخيرة، وكانت رئاستاهما بالتزكية، وهو يحظى بإجماع نظراً إلى ما أنجزه المجلس البلدي في شربيلا منذ تكونه عام 1998، إضافة إلى حجم الشفافية المعتمد في ذلك المجلس.


عين الوزير لا ترعى مركز خدمات منيارة



نادراً ما يطأ مسؤولو الصفّ الأول محافظة عكار. إلا أن الوزير سليم الصايغ زارها مرتين في غضون أسابيع من دون أن يحظى مركز الخدمات التابع لوزارته في منيارة بزيارة

ايلي حنا
احتلت صور وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ صفحات من الصحف المحلية الصادرة في عكار إثر الزيارتين اللتين قام بهما إلى المنطقة. وتردّدت تعليقات على الوزير «الذي يبدو أنّه أحبّ المنطقة» على كلّ لسان، لكونه صافح مواطنين من وادي خالد إلى قرى الجومة. في الزيارة الأولى، جال على المراكز التابعة لوزارته متفقداً أوضاعها وواعداً بتحسين ظروف الكثير منها. ووعد بالعمل على تأمين رواتب نحو 35 موظفاً يتبعون مراكز مختلفة لم تصلهم رواتبهم منذ أشهر عدّة بسبب تأخرّ وزارة المال بصرف الأموال المخصّصة لوزارته، حسبما يؤكد مقرّبون من الوزير. فيما حطّ في زيارته الثانية في دار مطرانية عكار للروم الأرثوذكس، وزار مستوصف هيئة الإسعاف الشعبي في التليل، خاتماً جولته في بلدة رحبة حيث شارك في مهرجان لتكريم المسنّين وأكبر معمّرة في لبنان.
خلال الزيارتين، وضع اسم بلدة منيارة على جدول الزيارات لتشطب كلّ مرة في اللحظات الأخيرة. في هذه القرية، قدمت البلدية مبنىً من طابقيْن لوزارة الشؤون بعدما جهّزته بحضانة أطفال، وعيادات طبيّة، ومكان مخصّص للمسنين وحديقة لافتتاحه برعاية الوزارة. لكن عندما تبيّن لرئيس بلدية منيارة أنطون عبود أنّ هذه الرعاية تفرض على جدول أعمالها مشاركة النائبين عن كتلة المستقبل هادي حبيش ورياض رحال، رفض تدشينه بحضورهما «فالمبنى مقدّم من البلدية ولا ينقصه سوى رعاية الوزارة، فلمَ يأتي هؤلاء لإلقاء كلمات في مكان لم يقدّموا له شيئاً؟» يسأل.
بعد إلغاء الافتتاح، تسارعت وتيرة الاتصالات الهادفة لرأب الصدع بين الطرفين، تقدمتها مساعي المطران منصور وعدد من رؤساء البلديات أدّت إلى زيارة وفد من البلدية لوزارة الشؤون كي يُصار
إلى الاتفاق على التدشين في موعد جديد من دون حضور نوّاب المنطقة، يروي عبود. حلّت ليلة الموعد الثاني في مسلسل «الصايغ في عكار»، فاتصلت إحدى موظفات وزارة الشؤون لتقول لعبود «النواب سيرافقون الوزير في جولته»، لتسمع جواب المرة الأولى.
يشير رئيس اتحاد بلديات الشفت إلى ضغوط مورست على الوزير لفرض وجود نواب المنطقة شرطاً لتدشين الوزارة ورعايتها «لمركز الخدمات الشاملة». كما يؤكد عبود أن المسألة ليست شخصية بل هي مسألة تصدّ لبعض الأشخاص الذي يحاولون ادعاء إنجازات وتبنّي أي مشروع ناجح، «فهم يتبنون حتى زفت وزارة الأشغال». هذا المركز الذي رفعت وزارة الشؤون الاجتماعية غطاءها عنه افتتحته البلدية منذ أيام معدودة بحضور رؤساء بلديات المنطقة وجمعيات أهلية، وقال عبود في كلمته إن «هذا المركز سيبدأ عمله ولن نخضع لأي ضغوط من أيّ جهة كانت». وفي حديث لـ«الأخبار»، أكّد عبود أن المركز سيعمل عبر مساهمات أبناء البلدة ومصادر أخرى حتى يأتي يوم يتغيّر فيه الوزير فنحوّل المركز حينها للوزارة».
جهات متابعة للحراك السياسي في عكار بعد الانتخابات البلدية الأخيرة، رأت أن نواب المستقبل أصرّوا على الحضور لمراهنتهم على عدم افتتاح المركز إذ يعلمون مسبقاً ردة فعل أنطون عبود، وذلك لتدفيعه أثمان فوزه الكاسح في الانتخابات وبمركز رئاسة الاتحاد، عدا علاقته المتينة بعدد كبير من رؤساء بلديات قرى سنيّة.


عقبة المركز في الدريب الأعلى والأوسط

النقاشات حامية في منطقتي الدريب الأعلى والأوسط لإنشاء اتحادي بلديات منذ سنوات. إلا أن المركز مثّل العقبة الرئيسية دون إتمام هذا المشروع. اليوم تتجه الأمور نحو الحلحلة. هذا ما يؤكده رئيس بلدية البيرة ابراهيم المرعبي ورئيس بلدية المشتى حمزة الأحمد.
في الدريب الأوسط ينشط المرعبي لتأليف اتحاد يضمّ إلى بلدته البيرة، عمار البيكات، السنديانة، خربة داوود، الكواشرة، الدبابية، عين الزيت عين تنتا، خربة شار، الدوير، الدوسة والتليل. وكشف المرعبي لـ«الأخبار» أن عائقاً أزيل وكان سبباً في تعثر محاولة سابقة لتأليف اتحاد، وهو مكان المركز. «اتّفق على أن يكون بالقرب من بحيرة الكواشرة وهي منطقة وسط بين معظم البلدات المشار إليها». أما عن الرئاسة، فيشير المرعبي إلى أن الأصل هو «تأسيس الاتحاد والرئاسة ليست شرطاً»، لكنه يتوقع، بناءً على النشاط والمبادرات التي قام بها لتأليف الاتحاد، أن يكافأ بقبوله رئيساً له.
في الدريب الأعلى، الوضع مماثل. فقد فشل رؤساء بلديات جبل أكروم ووادي خالد والمشتى وشدرا وعندقت والقبيات عام 2005، في تأسيس اتحاد بسبب عدم الاتفاق على المركز، بين من يرغب في أن يكون بالقرب من شدرا بحيث يتوسط تلك البلدات، وبين إصرار رئيس بلدية القبيات على أن يكون في القبيات لأنها أكبر بلدة في الدريب الأعلى. هذه العقبة ذلّلت بعد الانتخابات الأخيرة، وتمّ الاتفاق بحسب رئيس بلدية المشتى، حمزة الأحمد، على جعله في القبيات «والمناقشات التي تدور اليوم تتجه لحسم الأمور باتجاه جعل الرئاسة ونيابة الرئاسة مداورة بين المسلمين والمسيحيين». من ناحية أخرى، أبدى رئيس بلدية القبيات عبدو عبدو عدم رغبته بإنشاء اتحاد يضم عدداً كبيراً من البلديات، «حتى لا يتحوّل إلى إطار سياسي».


«الشفت» وطموحاته

قد يكون التنافس الذي شهدته رئاسة اتحاد الشفت أحد الأسباب التي تجعله مختلفاً. فلرئيس الاتحاد أنطوان عبود، الذي فاز من خلال نيله سبعة أصوات مقابل منافسه الرئيس السابق للاتحاد سعيد الحلبي (ستة أصوات)، تصوّر واضح لما يريده من الاتحاد، وخصوصاً بعد ملاحظته أن «اتحادات البلديات في عكار لم تكن تجتمع إلا لتوزيع المبالغ المرصودة من الصندوق البلدي المستقل على البلديات الأعضاء». وهذا برأي عبود، لا يمثّل إلا «قيمة إضافية بسيطة». فالاتحاد بنظره «مؤسسة قائمة بحد ذاتها. وبالتالي من المفترض أن تتمتع بآليات خاصة في العمل تختلف أو تتميز عن الآليات الخاصة بعمل البلديات منفردة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر، شرطة للاتحاد، وخصوصاً في حلبا حيث تعجز شرطة بلدية حلبا وبرغم مؤازرة قوى الأمن الداخلي لها عن حلّ مشكلة السير المرتبطة بعكار قاطبة. وإنشاء مكتب هندسي للإشراف على الخطط الرامية لإدارة المجال المشترك بين أنطقة كل من بلديات الاتحاد». ومن المهام التي ينوي عبود إنجازها «تكليف جهات مختصة الإشراف على المسالخ في الشفت والتأكد من ختم وزارة الصحة، أو على الأقل طبيب بيطري يكلّفه الاتحاد». وقد أشار عبود إلى مسألة رآها في غاية الخطورة، وهي شركات تعبئة المياه، إذ «بعد فحص عيّنة مما توزّعه إحدى الشركات، تبيّن أنها ملوّثة أكثر من الآبار الارتوازية في سهل عكار». لذلك، ثمة، برأيه، مهمات تعجز البلديات بمفردها عن القيام بها، فتكون هذه المهمات حصراً من اختصاص اتحادات البلديات.