أصدرت المحكمة العسكرية برئاسة العميد نزار خليل حكمها الخامس بالإعدام بحق عميل. المحكوم هو جودت سلمان الحكيم الذي بدأ تعامله مع العدو الإسرائيلي عام 1999، واستمرّ حتى تاريخ توقيفه العام الماضي
رضوان مرتضى
أنزلت المحكمة العسكرية الدائمة باسم الشعب اللبناني، وبأكثرية أعضائها، حكمها بالإعدام بحق العميل جودت سلمان الحكيم سنداً للمادة 275 من قانون العقوبات. وبذلك يضيف القضاء العسكري حكماً وجاهياً خامساً بالإعدام بحقّ عملاء موقوفين بعد حرب إسرائيل على لبنان في شهر تموز.
استرجع الحكم وقائع تعامل العميل جودت الحكيم، فذكر نص الحكم أن بداية تعامل الأخير مع العدو الإسرائيلي كانت في عام 1999 من خلال العميلين عامر الحلبي، المحرّك الأمني في ميليشيا لحد، وسامي فرحات الموجود داخل إسرائيل، اللذين عرّفا جودت إلى ضابطين في الموساد الإسرائيلي هما عامي ورامي. وافق العميل جودت على العمل معهما مقابل تقاضي مبالغ مالية كانت تُدفع له.
طالت رحلة العميل في العمالة نحو عشر سنوات قبل أن يوقَف في 23 أيار العام الماضي. بدأ التحقيق معه، فاعترف بأن مهمته في البداية اقتصرت على زرع البريد الميت الذي كان كناية عن مبالغ مالية وأجهزة اتّصال في مناطق متعددة من الأراضي اللبنانية، ليصار لاحقاً إلى استخراجها من العملاء الآخرين. كذلك ثبت أن المتهم قد سافر عدة مرّات إلى داخل إسرائيل برّاً وجوّاً عبر طريق روما وبواسطة الطيران الإسرائيلي. وتبيّن أنه كان يمكث في كل مرّة عدّة أيام يتلقى خلالها تدريبات على أجهزة الاتصال المتطوّرة وأجهزة التصوير بواسطة كاميرا خاصة تلصق داخل السيّارة. كذلك ثبت أن المتهم قام بتصوير ومسح جميع الطرقات الرئيسية التي تربط المناطق بعضها ببعض. وقد استمرّت مهمة التصوير حتى عام 2005، حيث كان يصل عدد أفلام التصوير

اعترف بمراقبة سيارة مسؤول في حزب الله اغتالته إسرائيل
كلّ مرّة إلى 8 أفلام، كان يرميها من فوق الشريط الحدودي في منطقة كفركلا. يشار إلى أنه ثبت تعرّض بعض الطرقات والمواقع التي صوّرها للقصف الإسرائيلي أثناء حرب تموز 2006. بالإضافة الى ما ذُكر، يتميّز هذا العميل بأنه طُلب إليه استطلاع موقف مخصص للشاحنات تحت أحد الجسور في شارع هادي نصر الله لمراقبة سيّارة من نوع ب أم ف سوداء اللون، وقد تبيّن في ما بعد من السجلات أنها سيّارة للمسؤول في حزب الله علي حسين صالح التي فُجِّرَت لاغتياله بتاريخ 2/8/2003.
كذلك ثبت أنه بعد حرب تموز، تلقى المتهم رسالة من ضابط الاستخبارات الإسرائيلي آلون، طلب فيها من العميل جودت التخلّص الفوري من جهاز الإرسال والطاولة وكاميرا التصوير. نفّذ العميل ما طُلب منه قبل أن يُطلب إليه في السنة نفسها شراء حاسوب بمواصفات خاصة لاستعماله في إرسال المعلومات واستقبالها من خلال الحافظات الإلكترونية التي كانت تُرسل إليه، فيحدد الأهداف المطلوبة منه على الصور الجوية الموجودة داخل هذه الحافظات. إذاً، لقد أقدم المتهم جودت الحكيم على التعامل مع العدو الإسرائيلي والاتصال به ودسّ الدسائس لديه ليوفّر له وسائل العدوان ويعاونه على فوز قوّاته. انطلاقاً من ذلك، قررت المحكمة العسكرية الدائمة بأكثرية أعضائها، تنفيذ حكم الإعدام بحقه بعد إدغام العقوبات. وقررت الحكم غيابياً على المتهمين سامي فرحات وعامر الحلبي بالأشغال الشاقة المؤبدة.
يذكر أن هذا الحكم بالإعدام هو الخامس، بعدما سبق أن أصدرت المحكمة المذكورة أربعة أحكام بالإعدام بحق العملاء أسامة بري ومحمود رافع وحسن الحسين وعلي منتش.