جوانا عازاروفي اليوم الرابع... استراح حريق بلدة فتري، على الأقلّ هكذا بالعين المجرّدة لعناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني. وقف هؤلاء بعد ظهر أمس في البلدة، وتحديداً على مقربة من ضفاف نهر إبراهيم، على أهبة الاستعداد لمعالجة أيّ طارئ. فبعدما حاصروا نيران الحريق الذي شبّ يوم الاثنين، ها هم يراقبون الأحراج ويسيّرون دوريّات تخوّفاً من «مفاجآت سلبيّة، كتجددّ النيران بسبب هبوب الرياح أو بسبب اشتعال جمرات الأشجار المتفحّمة».
فالنيران أتت على مساحات واسعة من الأحراج الصنوبرية، من بلدتي معيان وفتري، وصولاً إلى نهر إبراهيم، وتحديداً إلى محيط شركة نهر إبراهيم لإنتاج الكهرباء. وأسهمت الرياح في وصول النيران من الأعلى (معيان) إلى الأسفل (نهر إبراهيم) حيث شركة توليد الكهرباء التي تغذي شركة كهرباء لبنان، التي توزّعها بدورها على المواطنين. وإزاء هذا الوضع، قطعت الشركة الكهرباء عن عدد من الكابلات في المحيط تجنّباً للمخاطر، وقد تزامن ذلك مع صعوبة واجهت الطائرات المختصّة بالإطفاء في القيام بعملها كاملاً بسبب وجود خطوط التوتّر العالي في المكان.
وفيما وصلت النيران إلى بُعد نحو مئتي متر عن مبنى الشركة، تولّى عناصر الدفاع المدني والجيش اللبنانيّ إطفاءها طوال نهار الأربعاء وليله، وقد نجحوا في منع النيران من الوصول إلى المنزلين القريبين من الشركة والعائدين إلى موظّفين يعملان فيها. والأسوأ أنّ الحريق أدّى إلى سقوط عدد من الصخور من الأحراج على الطريق العامّة في محيط الشركة، عمل على نقلها من المكان. أمّا التخوّف الأكبر، فكان من وصول النيران إلى الجبل المقابل للشركة من الجهة الأخرى (أي إلى كسروان)، وبالتالي من حصول كارثة حقيقيّة تتفاعل بسبب اجتماع عنصري النار والمياه (من النهر) والكهرباء.
أمّا بالنسبة إلى الظروف التي رافقت عمليّة الإطفاء، فتحدّثت المعلومات عن المساحات الشاسعة التي أصابها الحريق والتي تغيب فيها الطرقات، ما يجعل الوصول إليها صعباً، وخصوصاً أنّ الطبيعة وعرة، وأنّ الأشجار كثيفة، وأنّ الصخور والأحجار كانت تتساقط باستمرار خلال عمليّات الإطفاء. كذلك فإنّ الطريق من الساحل إلى شركة الكهرباء ومحيطها كانت مقفلة بسبب تأهيل قسطل للمياه كان متضرّراً، ما أجبر آليات الدفاع المدني على سلوك طريق أطول، وتحديداً من بلدة يحشوش المقابلة. وقد رصدت آليات خاصّة لحماية محيط شركة إنتاج الكهرباء، وأسهم وجود قناة للمياه في المكان في الاستعانة بمياهها للإطفاء إلى جانب المياه التي استخدمت من آليّات الدفاع المدنيّ.
وفي ضهور حالات، محطّة حالات التابعة لكهرباء لبنان، التي تغذّي البلدات الممتدّة من نهر إبراهيم إلى جبيل، وصولاً إلى إهمج واللقلوق حسب ما أشار لـ«الأخبار» المسؤول عنها، واكيم القدّوم. جهود الدفاع المدني جعلت هذه المحطّة بمنأى عن النيران التي اشتدّت مساء الأربعاء حسب القدّوم، إلّا أنّها لم تسلم من وصول الرماد إليها، فضلاً عن رائحة الدخان.


من شبعا إلى إقليم الخروب


وظهر أمس اندلع حريق عند الطرف الجنوبي لبلدة شبعا، أسهمت الرياح في اتساع رقعته، ما أدى إلى احتراق مساحات واسعة من الأشجار المثمرة والحرجية. وحاصرت النيران العديد من منازل البلدة في الجهة الغربية، قبل أن يعمل الدفاع المدني في شبعا وحاصبيا على إطفاء الحريق، بمساعدة اليونيفيل والجيش. وفي إقليم الخروب، تمكنت طوافة للجيش اللبناني (استعملت بسبب الطريق الوعرة)، بمساعدة مركز شحيم في الدفاع المدني، من إهماد الحريق الذي اندلع فجر أمس في أحراج بلدة داريا، في خراج منطقة السميس وضهور داريا، التي كانت قد امتدت إليها النيران من الحريق في أحراج بلدة البرجين، الذي اندلع منذ أيام.