فاتن الحاجدقّت الواحدة من بعد الظهر. المعنيّون في مديريات الوزارة والمركز التربوي ومؤسسات المجتمع المدني استنفروا كل طاقاتهم للحضور إلى مكتب وزير التربية حسن منيمنة والمشاركة في إطلاق خطة التوعية على أخطار قيادة السيارات في المناهج التربوية. الجميع بات هنا ولا ينقصهم سوى حضور وزير الداخلية زياد بارود. تأخر الوزير فتململ المجتمعون. راح هؤلاء يتكهنّون بشأن سبب التأخير. ربما «علق» في زحمة سير أو ربما يسير على مهله بسبب الرادار، تقول إحداهنّ ممازحة. «وزير داخلية ما بيعلق بعجقة سير»، يجيب آخر بثقة. أما منيمنة فيزجي الوقت في التعرف إلى هوية المشاركين قبل أن يحسم بدء الاجتماع «نطرنا ربع ساعة وما بقا فينا نتأخر». وفي المحصلة، لم يحضر بارود الاجتماع كما لم يرسل ممثلاً عنه. وفي وقت لاحق، أوضح بارود لـ«الأخبار» أن عدم حضوره ناتج من التباس في المواعيد، مؤكداً أنه هو من بادر إلى المشروع ويدعمه حتى النهاية، وينسق مع وزارات أخرى بشأنه.
أطلق وزير التربية لجنة العمل بالخطة، تاركاً للاجتماع المغلق مع المشاركين كيفية صياغة المادة التعليمية والساعات المخصصة لها والفئة العمرية التي ستتوجه إليها. منيمنة أكد أهمية أن تصبح قوانين السير مادة تعليمية إلزامية وجزءاً من تفكير التلامذة، وأن تدخل في نمط عيشهم وسلوكياتهم منذ المرحلة الأساسية، عبر توفير مواد نظرية وتطبيقية تصل إلى عقل الطالب وقناعاته وتساعده على حماية نفسه من حوادث السير المدمرة. الوزير ركز على إدخال مادة قيادة السيارات في الامتحانات الرسمية. وأوضح أنّ «المادة ليست غائبة عن كتب التربية المدنية الحالية، لكن ما سنفعله هو إضافة كرّاس يكون ملحقاً بالكتاب».
سبق اللقاء اجتماع صباحي مع وفد من نقابة خبراء السير برئاسة النقيب نجيب شوفاني، الذي أطلع الوزير على مسودة الكتاب الذي تعدّه النقابة بشأن الإرشادات المرورية مع تمارين للتلامذة على التقيد بإشارات السير مع الصور البيانية. وطلب من مكاتب تعليم قيادة السيارات أن يشاركوا في اللجنة التي ألفها الوزير لتفادي أخطاء قيادة السيارات والحوادث. وتوقف منيمنة عند الإحصاءات التي قدّمتها النقابة.