فُقد ثلاثة صيادين مقابل مرفأ العريضة في الشمال، كانوا قد ركبوا زورقاً صغيراً عند الفجر، ولكن حتى ساعات المساء الأولى لم يُعلن العثور عليهم ولم يُعرف مصيرهم رغم عمليات البحثفُقد عصر أمس 3 صيادين كانوا على متن قارب صيد قبالة شاطئ العريضة في الشمال (قضاء عكار)، وهم: هيثم السلوم وابنه ومسعود إسكندر البريسم. حتى ساعات المساء الأولى كانت عمليات البحث عنهم مستمرة، وخاصة عمليات البحث التي ينفذها الجيش، من دون العثور عليهم. كان الصيادون الثلاثة قد غادروا المرفأ اللبناني فجراً، ونحو الساعة 11 قبل الظهر أُبلغ عن فقدانهم وغياب أي تواصل معهم.
جهات متابعة للملف تتحدث عن احتمالين يدوران في إطار التفكير في مصير هؤلاء الصيادين، فإما أن يكون القارب قد غرق في البحر، وهو عبارة عن زورق صغير، وإما أن يكون القارب قد دخل المياه الإقليمية السورية واعتُقلوا هناك. لكنّ مسؤولاً أمنياً تحدث لـ«الأخبار»، نفى الفرضية الثانية، وأكد أن عمليات التنسيق مع الجهات السورية قائمة ولم يُبلّغ عن وجود الصيادين أو العثور عليهم، وأضاف أن المدنيين من الصيادين السوريين في مناطق قريبة من الشمال أيضاً يُبدون اهتماماً، «فلو شاهد أحدهم الصيادين المفقودين لبلّغ عن الأمر».
غياب أيّ خبر عن مصير الصيادين الثلاثة أثار قلقاً في العريضة، وقطع أهالي المنطقة ظهر أمس الطريق الدولية التي تربط لبنان بسوريا عند نقطة العريضة، مطالبين الأجهزة الأمنية بـ«الاستعانة بطوافة عسكرية لتكثيف البحث عن الصيادين الثلاثة الذين فقدوا أمس، وخصوصاً بعد إجراء اتصالات بسوريا لمعرفة ما إذا كانت الرياح قد قذفت مركبهم إلى الشاطئ السوري. إلا أن الجانب السوري أبلغ أن «لا معلومات لديه عن الموضوع». وجاء في خبر نشرته الوكالة الوطنية للإعلام أنه «بعدما تلقّى الأهالي وعداً بإرسال طوافة عسكرية وزوارق بحرية لتكثيف البحث، أعادوا فتح الطريق. فقد كان الصيادون هيثم السلوم وابنه محمد من العريضة، ومسعود إسكندرالبريسم من قرية حكر الضاهري الحدودية، قد فُقدوا قبالة قرية العريضة الحدودية، بعدما خرجوا مساءً في مركب من دون أن يُعرف مصيرهم.
وكانت دوريات من القوات البحرية في الجيش قد بدأت مسح الشاطئ قبالة العريضة وفي عرض البحر، من دون العثور على المركب ولا على أي أثر للصيادين الثلاثة». وقال غصن البريسم: «إن شقيقي مسعود ذهب إلى صيد السمك لكسب عيش عائلته، ومنذ الساعة الأولى بعد ظهر أمس حتى الآن لم يعد»، مشيراً إلى أن «عاصفة هبّت قرابة الساعة السابعة مساءً يعتقد أنها قذفتهم إلى عمق البحر مجدداً، وحتى الآن لم نعرف عنهم أيّ شيء، ونحن في انتظار المسؤولين للتحرك ولتكثيف البحث قبل هبوط الليل. والصيادون في منطقة العريضة يتولون أيضاً البحث عنهم، ولم يطرأ أيّ جديد حتى هذه اللحظة.
وقال إمام مسجد العريضة الشيخ خضر عبلة: «أتينا لأداء صلاة الفجر، فأبلغونا أنهم شاهدوا المركب قبالة شاطئ العريضة قرابة السابعة مساءً، ولكن بعد هبوب الرياح غاب الصيادون الثلاثة عن الأنظار مع مركبهم، وحتى الآن لم نتبلّغ أيّ جديد». إذاً، ظل السؤال عن مصير الصيادين الثلاثة بلا أجوبة حتى ساعات المساء. وكان متابعون لهذه القضية قد طرحوا أسئلة عن الإجراءات التي تُتّخذ لحماية الصيادين، ولماذا يُسمح لزوارق غير مجهّزة تجهيزاً كافياً بالإبحار أو بالانطلاق إلى عرض البحر؟
مقرّب من الصيادين في المنطقة قال لـ«الأخبار» إن الزورق الذي استخدمه هيثم السلوم وابنه ومسعود إسكندر البريسم صغير جداً، وهو ليس من الزوارق المدعّمة بوسائل الحماية اللازمة. وأضاف «قد يهتزّ هذا الزورق من جرّاء عاصفة غير شديدة»، ولكن هذا التوصيف لا ينفي ضرورة طرح عدد من الاحتمالات بشأن مصير المفقودين الثلاثة، وثمة تخوّف من تعرّضهم لحادث ما.