بعد نحو ثلاث سنوات على تأسيسه، استطاع اتحاد بلديات جبل عامل، في قضاء مرجعيون، أن يؤسّس لعدة مشاريع تنموية. الاتحاد الذي يضمّ 11 بلدية في القضاء، هي بلديات العديسة، الطيبة، حولا، قبريخا، مجدل سلم، مركبا، عدشيت، ربّ ثلاثين، القنطرة، طلوسة، دير سريان، قدّم خدمات إلى جميع هذه البلديات. هذا ما يقوله رئيس الاتحاد علي الزين، موضحاً في حديث معه، أن مؤسسي الاتحاد كانوا يتوقعون منذ البداية عدم انضمام جميع بلديات القضاء إليه لأسباب مختلفة: «منذ تأسيس الاتحاد في أواخر عام 2007 توقعنا عدم انضمام عدد من البلديات المحيطة بمركز القضاء إلى الاتحاد، لذلك ارتكز عملنا على البلديات المنضوية فيه، وانطلقنا بسلسلة مشاريع كان أوّلها المساهمة في رفع أنقاض ما تهدّم في حرب تموز، معتمدين في العام الأول على دعم العديد من الجمعيات المحلية والأجنبية».الدافع الرئيسي لتأسيس الاتحاد كان الاستفادة من مخصّصات وزارة الداخلية والبلديات، التي تقدّم 25% من ميزانية البلديات للاتحادات، وهذه الحصّة لا تستفيد منها المناطق التي لا اتحاد بلديات لها. ويكشف الزين أن «الاتحاد حصل على مليار و400 مليون ليرة من الوزارة عن عام 2010، لكونه الاتحاد الوحيد في القضاء».
إنجازات كثيرة حقّقها الاتحاد منذ تأسيسه إلى اليوم، أبرزها إجراء دراسة شاملة لاحتياجات المنطقة التابعة له، إنشاء المرصد البلدي الذي يحتوي كلّ المعلومات اللازمة عن أوضاع بلدات الاتحاد ومشاكلها وحاجاتها. ويقول الزين إنه تمّ تجهيز الاتحاد بآليات مختلفة تساعد البلديات في إنجاز أعمالها التنموية، معدّداً بعض المشاريع المنجزة «هناك مشاريع تنموية بقيمة 10 آلاف دولار لكلّ بلدة بتمويل من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN habitat)، وتجميل مداخل البلدات الإحدى عشرة، إضافة إلى ترميم المداخل المؤدية الى وادي السلوقي. وقد حصلت كل بلدية على نحو 150 مليون ليرة لبنانية.
ومن أهم المشاريع المنجزة «مشروع ريّ أراضي بلدات الطيبة والقنطرة وعدشيت بكلفة 350 ألف دولار أميركي، بدعم من مجلس الإنماء والإعمار ومنظمة الفاو. ولاستكمال المشروع، قدّمت جمعية تنمية القدرات الإسبانية مبلغ 300 ألف دولار، ما يساهم في تكملة المرحلة الأولى التي توفّر الدعم والري لمئتي مزارع. ويشمل المشروع زراعة مساحات كبيرة من الأراضي من أصناف محدّدة، وهذا يساهم في خفض كلفة الإنتاج وتسريع عملية التسويق بالتعاون مع عدّة جمعيات ومراكز تعاونية». ووضع الاتحاد دراسة لتطوير معامل النفايات في قبريخا والطيبة لتصبح كافية لجمع النفايات من جميع قرى الاتحاد وفرزها.
وعلى الصعيد التربوي يقول الزين إن «العمل جار بالتنسيق مع المنطقة التربوية لدعم المدارس الرسمية، وفتح فروع باللغة الانكليزية وتدريب المعلمين. وقد وضع الاتحاد خطة صحية للتوعية من الأمراض والأوبئة، وتتضمن تقديم إرشادات للمزارعين وتوجيه عمل اللحامين ووضع أطر ملزمة للحفاظ على صحة الأهالي، وسنقوم بحملة فحوصات مخبرية للمقيمين لكون المنطقة محاذية للحدود وقد تتعرّض لاعتداءات اسرائيلية محتملة. وبالتعاون مع «جهاد البناء» افتتحنا مكتباً لمتابعة الأوبئة الزراعية مع طبيب بيطري مناوب، وأعيد افتتاح مركز الإرشاد الزراعي في بلدة مركبا، وتم الاتفاق مع وزير الزراعة على رشّ أشجار الزيتون في المنطقة لمكافحة مرض عين الطاووس، وعملنا على تشجير مئات الأشجار». ويعد الزين أنه «في العام القادم نكون قد أنجزنا حاجات المنطقة من إمدادات أنابيب المياه ومحطات الكهرباء ومراكز لتقوية شبكات الاتصالات، بعدما تعهدت شركة ألفا بإنشاء خمس محطات لتقوية الإرسال في قرى الاتحاد بقيمة 600 ألف دولار. وقد عمل الاتحاد على إقامة مركزين للدفاع المدني وتجهيزهما بدعم من الدفاع المدني وبنك الجمّال. ونعمل حالياً للحصول على موافقة لاستحداث قلم للنفوس في المنطقة، لكون أبناء بلدات الاتحاد يعانون من بعد المسافة عن مركز القضاء في مرجعيون».