حضرات أمهات وآباء وزوجات وأزواج وبنات وأبناء آلاف المفقودين والمخطوفين في لبنان منذ 1975، لمناسبة الأعياد المجيدة، نتوجه إليكم أولاً بالشكر على عدم قيامكم بأي عمل يمكن أن يزعج الزعماء والرؤساء والمسؤولين الأمنيين والقضائيين والعسكريين عبر التذكير بمطالبكم المحقّة.في المقابل، نعلن لكم الصمت، فليس لدينا ما نقوله غير ما كرّرناه خلال المحاضرات والندوات والمؤتمرات الحقوقية التي لم تحصدوا منها شيئاً، بينما تمكن بعضنا بفضلها من الظهور في التلفزيون وفي الصحف وعبر أثير الإذاعة لإطلاق حلول لفظية وشعارات فارغة.
ليس لدينا ما نقوله سوى: «نعم معكم حقّ... يجب... وعلينا... ولا بدّ أن...».
هديتكم هذا العام توقف الوعود الكاذبة والآمال الضائعة وحركات التضامن الشكلي... واستبدالها بالصمت علّه يتيح النسيان، ولو لم يكن حقيقياً. ولا يهم إفساح المجال لحلول جدية، بل إن قضيتكم لم تعد تجذب الرأي العام.
يا أهالي المفقودين، ندعوكم هذا العام إلى أن تنضموا إلينا وتصمتوا وتدّعوا أنكم نسيتم. فلم يتبيّن أن في لبنان أحداً مستعدّاً لخوض معركة كشف حقيقة المفقودين والمخطوفين. لا أحد يجرؤ على مواجهة ذاكرة الخيانات وخيانات الذاكرة.
أما الحقيقة، فإياكم إثارة شأنها، وإلا فسنصنّفكم تنظيماً إرهابياً فارسياً.
الحقيقة يا حضرات الأمهات ليست لكم ولا لأبنائكم، ولو علا بكاؤكم وطالت آلامكم... الحقيقة حقّ حصري لملوك البترول وأغنياء الوسط التجاري. وعليكم يا آلاف الأمهات والآباء والبنات والأبناء أن تتابعوا أخبار المحكمة الدولية، فربما تركت لكم أحكامها بعض الفتات لإحياء آمال صادقة بعدالة تبدو مستحيلة...
الإمضاء: الزعماء السابقون والحاليون والهيئات غير الحكومية وجمعيات حقوق الإنسان وجميع المواطنين، بمن فيهم «الأوادم» والزعران.
وبلا أسف أو خجل