يُعَدّ دبس الرمان في مقدمة لائحة المونة الشتوية والمنتجات التي تُصَنَّع وتُعَدّ في تعاونية العدل والإحسان في شمسطار. لكن رفوف المونة لهذا الموسم في التعاونية خلت منه تماماً، بعدما أمعن المناخ بتطرفه، مطيحاً ثمار أشجار الرمان المنتشرة على امتداد قرى غربي بعلبك. وتشير كرمى صقر، المسؤولة عن أمور الطبخ والمربيات في التعاونية

، إلى أنه على الرغم من طعم الحموضة القاسية التي يحتويها دبس الرمان (ربّ الرمان)، إلا أن فوائده كثيرة، وحاجة العديد من السلطات والطبخات إليه، تدفع كل ربة منزل لضمه إلى لائحة مونتها الشتوية.
هذا العام لم تنتج صقر دبس الرمان «لأن الدود قضى على الحبات التي تشققت باكراً بفعل الحرارة المرتفعة وعدم تساقط الأمطار»، كما تروي، مشيرة إلى أنهم في التعاونية تواصلوا مع معظم المزارعين في المنطقة، وصولاً حتى اليمونة، إلا أنهم لم يوفقوا بتوفير محصول جيد. وعن طريقة إعداد دبس الرمان، تشير صقر إلى أنها تبدأ باختيار أجود الحبات التي تتميز بحموضة غير مطلقة، تحوي بعض الحلاوة (رمان نصّ حلو). بعدها، «نشطر الرمانة إلى قسمين ونفرط حباتها وننزع القشر عنها تماماً» كما تقول صقر، مميزة بين الطريقة القديمة في العصر التي كانت تعتمد على وضع الحبات في كيس ودوسه بالأقدام، والطريقة الحالية المعتمدة في التعاونية، حيث توضع حبات الرمان في الآلة الخاصة بالعصر التي تنزع تلقائياً الشوائب عنها. وفي كلتا الحالتين، وبعد الحصول على عصير الرمان، يوضَع على النار حتى يفقد ما يقارب ثلثي الكمية، وهي عبارة عن ماء، ليبقى العصير الكثيف الذي «نضيف إليه قليلاً من حامض الليمون الطبيعي، ونتركه حتى يغلي، ليُعبّأ بعدما يبرد في زجاجات نظيفة وجافة من آثار الماء، حتى ما تضربه العفونة».
ويستخدم دبس الرمان في إعداد الكثير من الوصفات: تتبيل اللحوم قبل طهوها أو شوائها، في الفتوش وسائر أنواع السلطات (الربيعية منها خصوصاً كالجرجير)، مع صلصة البندورة في الكفتة بالصينية، وكذلك مع ورق العنب والبامية، فيضفي عليها جميعاً نكهة شهية، نظراً إلى الحموضته اللاذعة واللذيذة التي يتمتع بها.
ميزة أخرى يتمتع بها دبس الرمان، فهو من خير الحموض المحفوظة، حيث يمكن حفظه في الزجاجات لأشهر من دون أن يتأثر مذاقه اللذيذ. وهو، بالإضافة إلى كل ذلك، ينطوي على منفعة صحية تؤكدها صقر، لاحتوائه على السكر وبعض البروتينات والأملاح والفيتامينات، حيث إنه «من أشهر المواد التي تعالج أمراض الفم واللثة، ولا سيما حمو الفم (الفطريات)، بالإضافة إلى خفضه معدل الكوليسترول في الجسم».
رامح....