صباح أمس، أوقفت وحدة من الجيش اللبناني، في محيط بلدة ينطا، قضاء راشيا الوادي، ستة سودانيين بتهمة الدخول خلسة الى الأراضي اللبنانية، وسلّمتهم الى مخفر درك ينطا، لإجراء المقتضى القانوني بحقهم وتحويلهم الى النيابة العامة، عملاً لترحيلهم الى بلادهم. مصدر أمني لفت إلى أن السودانيين تعرضوا لعملية نصب واحتيال من مهرب سوري، وأشار الى أن حالتهم الصحية «يرثى لها مما تعرضوا له من برد في جرود لا تزال الثلوج تغطيها».
التحقيق مع الموقوفين بيّن «أن مهرباً سورياً أوصلهم الى طريق الشام المحاذي لمنطقة أبو الأسود في خراج ينطا قبل ثلاثة أيام، وطلب منهم أن يسلكوا الطريق مشياً على الأقدام، وأوهمهم بأن في انتظارهم شخصاً لبنانياً سينقلهم بدوره الى بيروت». فما كان منهم إلا أن رضخوا لطلب المهرب، الذي تلقى من كل فرد 200 دولار، على أن يدفع كل منهم 100$ أجرة نقله الى داخل أحياء بيروت، حسب العناوين التي في حوزتهم، لسائق السيارة، الذي قال لهم إنه ينتظرهم بمجرد أن يقطعوا مسافة 700 متر، وساروا في الاتجاه الذي وصفه لهم المهرب السوري، ولأن المنطقة جبلية وترتفع عن سطح البحر حوالى 1500 متر، تاهوا في المنطقة الجردية التي تغطيها الثلوج، فضلّوا طريقهم، وخاصة أنهم من دون دليل لبناني كما يحصل في كل عمليات تهريب الأجانب، حيث يعمد شخص لبناني، غالباً ما يكون من أبناء المنطقة التي يتم التهريب عبرها، يكون مكلفاً من المهرب الرئيسي بأن يدلّ الأشخاص المنوي إدخالهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، الى حيث يكون في انتظارهم شخص مهمته نقلهم بسيارة أو فان، أو بيك آب الى إحدى المزارع في خراج القرى، ريثما يجري تأمين نقلهم الى بيروت لاحقاً.
مسؤول أمني لم يستغرب تعرض هؤلاء الشباب لعمليات نصب من المهربين، ولفت الى أن معظم الموقوفين أثناء محاولة دخولهم خلسة، يكونون من دون أوراق ثبوتية، ودون جوازات سفر لهم، ودون حقائب ثياب لهم.