لأن «العمر لحظة»... قررت وزارة الداخلية جعل عبارة «فتّح مخّك» شعاراً للحملة الوطنية لمكافحة المخدرات. أطلق الوزير زياد بارود الحملة، أمس، في مؤتمر صحافي حضره عدد من ممثلي جمعيات المجتمع الأهلي وضبّاط من قوى الأمن الداخلي. حضر الإعلامي نيشان وجلس بالقرب من بارود. أطلّ فجأة من شاشة مثبتة في الحائط، يحمل بيده اليسرى بيضة وساعة باليد الأخرى. استعرض بغضب
وتوجّه إلى متعاطي المخدرات قائلاً: «البيضة مخّك والساعة هي المخدرات». ضرب البيضة بالساعة، ففقشت وسال بياضها مع الصفار. «هذا ما تفعله المخدرات بمخك. بأهلك وأصدقائك ومستقبلك... إلخ». هذا الإعلان ـــــ الإرشاد التلفزيوني سيشاهده اللبنانيون قريباً، في خطوة إعلامية ضمن الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات.
ورغم أن الحملة «وطنية» فإن باقي المعنيين في الوطن بمكافحة المخدرات، من وزارات وإدارات، لم يكونوا حاضرين. عزا بارود السبب إلى كون الخطوة بداية، علماً أن «المسؤولية شاملة وتطال وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية وغيرهما».
«نسمع الصرخة من الجميع. أغنياء وفقراء وما بينهما». بهذه الكلمات افتتح بارود مؤتمره الصحافي، معلناً أن الحملة ستكون «قمعية لتجار المخدرات والمروّجين، وعلاجية للمدمنين، الذين هم في الواقع مرضى ويحتاجون للمساعدة». أشاد وزير الداخلية بعمل قوى الأمن الداخلي في هذا المجال، وخصوصاً مكتب مكافحة المخدرات الذي يسانده الجيش اللبناني في مهماته، ففي عام 2005 كانت هناك مساحة 65 ألف دونم مزروعة بالمخدرات، ولم يبق منها حتى سوى 10 بالمئة وهي قيد المتابعة. ولفت إلى أن تصنيع المخدرات في لبنان، وخصوصاً ما يُعرف بحبوب النشوة، قائم «لكن ليس على نحو واسع، وكان بدائياً». إلى ذلك، عدّد بارود الإنجازات التي سجّلت خلال العام الجاري، فقد أوقف أحد أكبر تجّار المخدرات في لبنان، الذي كان بحقه 1100 مذكرة توقيف، كما أوقف تاجر آخر بحقه أكثر من 500 مذكرة، فهؤلاء وسواهم «كانوا يغذّون السوق بكميات هائلة من المواد المخدرة، وبتوقيفهم تضاءلت أيضاً عمليات التهريب».
اعترف بارود بـ«فراغ» كان يُفترض بالدولة أن تملأه، لكن «لحسن الحظ الجمعيات الأهلية موجودة وهي تقوم أحياناً بما يجب على الدولة القيام به»، كاشفاً أن نسبة متعاطي المخدّرات في الجامعات والمدارس هي نحو 7 بالمئة، وهؤلاء «يتلقّون المواد من أماكن أخرى، ليس بالضرورة داخل الجامعة أو المدرسة، أقصد تحديداً بعض الملاهي الليلية». كان بارود وفياً لقائد الشرطة القضائية السابق، العميد المتقاعد أنور يحيى، فذكره موجهاً إليه التحية «لأن كثيراً من النتائج الإيجابية التي نراها اليوم هي نتيجة جهده وعمله، ومن كان معه من ضبّاط وأفراد». وختم مؤتمره قائلاً: «ليس من منطقة مغلقة على الدولة لملاحقة التجّار والمروجين. الحملة ستستمر ولن تكون مؤقتة، والمفتشية في الوزارة مستعدة لتلقّي أي شكوى». يُشار إلى أن المؤتمر شهد مشادة كلامية، ما لبثت أن انتهت، بين رئيس مكتب مكافحة المخدرات العقيد عادل مشموشي، والإعلامية في «تلفزيون الجديد» مريم البسّام، وذلك على خلفية عرض المحطة تقريراً عن طفل يتعاطى المخدرات داخل إحدى المدارس الرسمية. بعد المؤتمر، تحدث كل من بارود والبسام ومشموشي، فتوضحت الأمور قبل أن يخرج الأخير «كرته» الشخصي ويعطيه للبسام على أمل التواصل.
وزعت في المؤتمر بيانات صادرة عن مكتب مكافحة المخدرات، تتضمن إحصائيات عن المواد المخدرة التي ضبطت خلال السنوات الخمس الأخيرة. وفي ما يتعلق بالعام الجاري، فقد ضبط خلاله 169 كلغ من الكوكايين و6 كلغ من الهيرويين و1471 كلغ من حشيشة الكيف، وقد فُتح خلال هذه المدة 1972 محضراً في قضايا المخدرات.


لقطة

تطرّق الوزير زياد بارود في مؤتمره الصحافي، أمس، إلى حملة رادارات السرعة التي بوشر العمل بها منذ نحو شهر ونصف شهر، فأعلن أنّ وجود بعض التفاصيل في الحملة يحتاج إلى تصويب، وأن البعض منزعج من هذه الحملة، لكن المهم أن تكون قد أتت بنتائج إيجابية، والأهم «أن لا تبكي الأمهات أولادهنّ بعد بسبب حوادث سير سخيفة». وأشار بارود إلى أنه سيعقد في الأيام القليلة المقبلة مؤتمراً صحافياً في هذا الخصوص، يجري التطرق فيه إلى الإشكالات التي طرأت أو يمكن أن تطرأ لاحقاً، لذلك ستكون هناك دورة تدريبية للمعنيّين.
وفي هذا الإطار، أعلن أنه منذ بدء العمل بحملة الرادارات، فإن حوادث السير انخفضت بنسبة 20 بالمئة، كما انخفض عدد ضحايا هذه الحوادث بنسبة 57 بالمئة، مؤكّداً أن الوزارة التزمت بالعمل على قانون سير جديد، بدل الحالي الذي وُضع عندما كان عدد السيارات في لبنان نحو 200 ألف في ستينيات القرن الماضي.