المشهد في طرابلس بدا كأنه مستعار من وقائع الحرب الأهلية، أو ربما من فيلم «أكشن» أميركي. سوق الصاغة تحوّل بلمح البصر إلى ساحة ينتشر فيها مسلحون، وانتهى الإشكال بوقوع جرحى. في محلة نهر الموت أيضاً، وقع إشكال أمس، نتج منه وقوع جريحين. الحادثان فرديّان على ما بدا، لكنهما يلخّصان حالة من التوتر، حيث تتلقّى القوى الأمنية بلاغات يومية عن إشكالات فردية يُلجأ خلالها إلى السلاح. تطوّر إشكال فردي وقع في سوق الصاغة، بعد ظهر أول من أمس السبت، إلى تضارب بالأيدي وإطلاق نار وانتشار مسلّح في أسواق طرابلس القديمة، سارعت القوى الأمنية إلى لجمه على الفور، فيما سقط 4 جرحى نتيجته، هم: ع. ح. وم.ب. وع.ق وأ.ب وج. م.، نقلوا إلى مستشفى النيني للمعالجة، أحدهم في حالة صحية خطرة.
تقاطعت معلومات أمنية مع ما أفاد به شهود عيان قالوا لـ«الأخبار» إن سبب الإشكال كان «تلطيش» عمال السوق إحدى الزبونات، التي لم تستجب لدعوة الدخول إلى المحل الذي يعمل فيه، مفضّلة دخول محل آخر تتعامل مع صاحبه منذ مدة، ما دفع الأخير إلى التدخل طالباً من العامل التوقف عن تصرّفه، إلا أن العامل ردّ على صاحب المحل بالقول إنه لم يتعرض له ولا لزبوناته، وإن ما قام به هو محاولة استمالة الزبونات.
التلاسن بين الطرفين سرعان ما تطور إلى تضارب بالأيدي، وتهجّم كل منهما على الآخر، قبل أن يساند كلّاً منهما مجموعة من شبان السوق، حيث أطلق البعض الرصاص في الهواء من بنادق ومسدسات حربية فردية، واستتبع ذلك ظهور لافت لمسلحين في السوق، امتدّ تدريجاً إلى الأسواق القديمة المجاورة لسوق الصاغة.
دفع تدهور الوضع على هذا النحو إلى إغلاق المحال في السوق أبوابها على الفور.
لكنّ الأمور لم تنته عند هذا الحد. فعناصر قوى الأمن الداخلي التي وصلت على الفور إلى المكان لتطويق الحادث، تعرضت لاعتداء المتخاصمين، من دون أن يصاب أحد من العناصر بأذى، ما دفعها إلى طلب مؤازرة فوج الفهود التابع لقوى الأمن الداخلي، إضافة إلى مؤازرة إضافية من الجيش اللبناني الذي أرسل تعزيزات إلى المنطقة، ما أسهم في عودة الهدوء إليها بعد ساعات من التوتر الشديد الذي لم تشهده المنطقة منذ انتهاء الحرب الأهلية. وتزامن ذلك مع تنفيذ القوى الأمنية حملة دهم واعتقالات بحق المشتبه فيهم، وباشرت إجراء التحقيقات معهم على الفور لمعرفة ملابسات الإشكال وتوقيف المسبّبين. وجاء في بلاغ وارد إلى قوى الأمن الداخلي أنه نحو الساعة الثانية وخمسين دقيقة من بعد ظهر السبت، «بسبب خلافات نسائية»، شهدت محلة سوق الصاغة إشكالاً وتضارباً بين عدة أشخاص من آل عثمان وشرف الدين من جهة وآخرين من آل الحجار من جهة ثانية، وقد تطور الخلاف إلى إطلاق نار. نتيجة المتابعة، تبيّن أن اثنين من الجرحى يعملان في محال مجوهرات، وثمة جريح ثالث أُصيب بجرح في رأسه إثر تعرضه للضرب بآلة حادة. وعُرف من مطلقي النار كلّ من م. وم. شرف الدين إضافة إلى سبعة أشخاص آخرين من آل شرف الدين وعثمان. وقد أوقفت القوى الأمنية ع. الحجار. كذلك جاء في التقارير الأمنية أن أحد الأشخاص سحب بندقية كلاشنيكوف من أحد عناصر الدورية وفرّ بها على دراجته النارية، وكان قد «لقّم» البندقية وهدّد عناصر الأمن بها.
أما في نهر الموت، فقد وقع خلاف بين شبان في مجمع تجاري، أدى إلى إصابة الفتى آندي ح. (14 عاماً) بطعنات موسى في ظهره ورأسه، والشاب وديع ع. (18 عاماً) بطعنات في ظهره ويديه، وقد نقلا إلى مستشفى مار يوسف، وفرّ المعتدون إلى جهة مجهولة. حضرت القوى الأمنية إلى المكان وبدأت بالتحقيقات لمعرفة ملابسات ما جرى، وتحديد هوية المعتدين. وقال مسؤول أمني لـ«الأخبار» إن الإشكال فردي، وقد يكون على خلفية «تلطيش» فتيات، وأضاف أن الجريحين لم يكونا في حالة خطرة، ولم تُعرف هوية المعتدين.


اطلاق نار

أكثر من حادثة إطلاق نار سُجّلت في نهاية الأسبوع في محافظة الشمال. فعند الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم السبت (أول من أمس)، وقع حادث أمام ثانوية رفيق الحريري في بنين (قضاء عكار)، نتيجة خلاف بين أشخاص من آل جوهر كانوا على متن سيارة بيجو وعنصرين من شرطة بلدية البلدة هما بلال ر. وشيد ر. المكلّفين بالخدمة أمام الثانوية. تطور الأمر إلى تضارب بالأيدي والعصي، وأقدم بلال ر. على إطلاق عيارين ناريين من مسدس حربي في الهواء.
وفي جبل البداوي، أثناء مرور سيارة لونها أبيض قرب الدوار، أطلق شخص من داخلها النار في الهواء، ثم فرّ مع السائق إلى جهة مجهولة، ولم يُبلّغ وقوع إصابات.
أما في بلدة زحلة، فقد أطلق مجهول على متن «رانج روفر» النار من مسدس حربي، ولم تُعرف أسباب الحادث الذي وقع عند الساعة الثانية من فجر أمس. وبعد مرور نحو ساعة، أطلق مجهول النار قرب أحد المصارف في المدينة، وكان مطلق النار على متن سيارة «جي تريل بلايزر»، ولم يُصب أحد بأذى.