أسامة القادريشهدت منطقة تعنايل البقاعية، أمس، حادثاً أمنياً على الطريقة «الهوليودية»، أصيب بنتيجته المواطن علي س. بطلق ناري في فخذه. وفي التفاصيل، أنه أثناء تنظيف المواطن المذكور لمحطة البنزين التي يملكها، وصلت سيارة من نوع «مرسيدس 280» زيتية اللون، فترجّل منها أربعة أشخاص، يحمل أحدهم سلاحاً حربياً رشاشاً، ومسدساً بيد آخر.

فجأة، وبدون سابق إنذار، بدأ المسلّحون بإطلاق النار على المواطن المذكور، الذي تمكن من الهرب ليختبئ في إحدى زوايا المحطة. لم تنته المسألة هنا، إذ طاردوه وأمسكوا به وانهالوا عليه بالضرب المبرح، قبل أن يستطيع مجدداً الإفلات منهم. ركض إلى الطبقة الثانية من المحطة، فطاردوه مجدداً، وهم يطلقون النار نحوه. أصيب هذه المرة بطلق ناري في فخذه، قبل أن يفرّ الأشخاص الأربعة إلى جهة مجهولة.
إثر ذلك، حضر عناصر من قوى الأمن الداخلي إلى المكان، وباشروا التحقيقات لمعرفة الفاعلين، فمنعوا المواطنين من لمس المظاريف الفارغة للطلقات النارية المنتشرة على الأرض، بغية الحفاظ عليها إلى حين وصول الأدلة الجنائية لرفع البصمات عنها. أحد الشهود العيان، وهو قريب صاحب المحطة المصاب، روى لـ«الأخبار» أنه شاهد جميع الأشخاص الذين اعتدوا على قريبه، مدّعياً بأن الذين قاموا بذلك هم: و ز. (أحد وجهاء بلدة المرج) ومعه شقيقه وولداهما، لافتاً إلى أن أشخاصاً آخرين كانوا بانتظار هؤلاء الأربعة في سيارة أخرى بعيداً عن المحطة.
مسؤول أمني في منطقة البقاع لفت إلى أن التحقيقات والبحث عن الفاعلين مستمرة، مؤكداً أن هذه الحادثة «لها خلفيّات خلافية سابقة في بلدة المرج، بين عائلة المواطن المصاب وعائلة أخرى، وذلك نتيجة خلافات فردية وشخصية سابقة، سرعان ما تحوّلت الى خلافات انتخابية وسياسية». لم يخف المسؤول الأمني أن مثل هذه الحوادث الأمنية تعزز فقدان الثقة بين المواطن والأمن، معتبراً أن السبب الرئيسي في تكاثرها وانتشارها هو «الواقع السياسي الانقسامي الذي يعيشه البلد، وأن عناصر الأمن لا يتحملون مسؤوليتها»، مردفاً بالقول: «شو بدنا نحط رجل أمن على جنب كل مواطن؟ المفروض أن يكون كل مواطن خفيراً ومسؤولاً، وللأسف هذا الشي أصبح مفقوداً»، عازياً أسباب ما يحصل في كثير من الخلافات إلى «التدخلات السياسية في كل قضية أمنية، فعناصر الأمن لا يمكنهم منع وقوع الجرائم ما دامت هناك محسوبيات سياسية وغيرها، لأنها في المحصلة تمنع الحساب والعقاب. ولفت المسؤول الأمني إلى أنه «كثيراً ما نلقي القبض على جناة، ونحقق معهم ويعترفون بارتكابهم مخالفات واعتداءات على الغير، فنفاجأ بعد تحويلهم الى القضاء بأنه أفرج عنهم لأسباب لا نعلم كيف ولماذا؟».
أخيراً، يُشار إلى أن محافظة البقاع تشهد في الآونة الأخيرة حوادث أمنية مختلفة، واللافت أنها تحصل في وضح النهار، ما يثير ذعر المواطنين وخوفهم لناحية اتساع رقعتها في المستقبل. بعض المواطنين عبّروا لـ«الأخبار» عن فقدان ثقتهم بقدرة الأجهزة الأمنية والعسكرية على السيطرة، وخصوصاً بعد الأحداث التي طالت ضباطاً وعناصر في الجيش، إذ يسأل أحدهم «هل أصبح على كل مواطن أن يؤمّن أمنه الشخصي بسلاح حربي؟».