طرابلس ــ عبدالكافي الصمد
أثارت التغييرات التي حصلت داخل «الجماعة الإسلامية» الأسبوع الماضي، لناحية إبعاد أسماء مهمة من رأس هرمها السياسي، أوساط المتابعين الذين رأوا أن ذلك إشارة في اتجاهين، الأولى داخلية تحاول التأكيد على أن «من يخرج عن خط الجماعة الأساسية لا يمكن التهاون معه بها». أما الإشارة الخارجية فهي أن «للجماعة حيثيتها الخاصة في تناولها للشؤون اللبنانية، وهي لا ترضى بأن يصبغها الآخرون بصبغتهم مهما كانت الظروف»، حسب ما أشارت لـ«الأخبار» مصادر معنيّة في الجماعة.
وفي هذا السياق رأت المصادر أن تعيين علي الشيخ عمار (ابن مدينة صيدا) رئيساً للمكتب السياسي في الجماعة، خلفاً للنائب السابق أسعد هرموش، جاء نتيجة لضغوط الكوادر التنظيمية في الجماعة على أصحاب القرار، وإن هذه الكوادر كانت لها مآخذ عديدة على حركة هرموش السياسية، واعتبرتها «غير منضبطة، عدا أنها لم تراع الضوابط الشرعية والأسس التي تقوم عليها الجماعة».
ولفتت المصادر إلى أن «حركة الاحتجاج على هرموش حملت مظاهر عديدة داخل صفوف الجماعة، أبرزها العريضة التي رُفعت إلى الأمين العام والتي طالبت بتنحية هرموش أو إقالته، أسوة بالقرار الذي صدر بحق الأمين العام السابق للجماعة النائب السابق فتحي يكن، والذي قضى حينها بتجميد عضويته، وذلك على أثر حضور هرموش القداس الذي أقيم في مأتم تشييع وزير الصناعة بيار الجميل».
وأفادت المصادر بأن «الشيخ أحمد العمري (من مدينة بيروت) عُيّن رئيساً لرابطة الطلاب المسلمين وقسم نشر الدعوة، محل الشيخ سامي الخطيب (ابن البقاع)، كما عُيّن المهندس عبد الله بابتي (من طرابلس) مسؤولاً عن العمل الاجتماعي في الجماعة». ولفتت إلى أن «هذه التعيينات أتت عقب إعادة انتخاب الأمين العام للجماعة الشيخ فيصل مولوي ونائبه إبراهيم المصري لولاية جديدة، فيما يُنتخب مسؤولو المحافظات قريباً». ولفتت إلى أن «الرئيس الجديد للمكتب السياسي هو شقيق الشيخ محمد الشيخ عمار، رئيس مجلس الشورى في الجماعة، وأنه كان قد شغل هذا المنصب منذ سنوات سابقة، وقد اعتكف عن ممارسة العمل السياسي لفترة طويلة، إلى أن استعاد نشاطه في الأيام الأخيرة قبل صدور قرار تعيينه، وهو أستاذ محاضر متفرغ في الجامعة اللبنانية في صيدا، كما سبق له أن ترشح ثلاث مرات للانتخابات النيابية عن أحد المقعدين السنيّين عن مدينة صيدا، وتربطه علاقة وطيدة بالنائبة بهية الحريري».