قبل نحو عشرين عاماً، ظهر «نوع» جديد من الأدوية، اصطلح على تسميته بالأدوية الحيوية. وفي تعريف مبسط لذلك النوع، أشارت الدراسات الطبية إلى أنه علاج «دواء مستخرج من مصادر حيوية - مثل البكتيريا والفطريات - أي تلك التي تصنع عبر تقنيات الهندسة الوراثية داخل الخلايا الحي».
وقد أحدثت الأدوية الحيوية ثورة في مجال علاج بعض الأمراض، ‫مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والسكري والسرطان. ولعلّ من أهم أنواع الأدوية الحيوية: الأجسام المضادة العلاجية التي يمكن استخدامها ‫لمهاجمة أمراض معينة بدقة أعلى من الأدوية الكيميائية التقليدية.
اليوم، بعد مرور كل هذه السنوات، ازداد عدد الأدوية الحيوية والذي صار يحصي ما لا يقل عن 180 ‫دواء، حسبما يذكر الطبيب «جيرد بينداس»، من معهد دراسات الصيدلة الحيوية ‫في جامعة بون في ألمانيا.

وهنا نورد بعض الأمثلة عن الأدوية الحيوية:

الإنسولين

قبل تطوير أنواع مصنعة من الإنسولين لعلاج مرض السكري، ‫كان هذا الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم يستخلص من بنكرياس الخنازير، قبل أن تجري تنقيته. اليوم، بات يمكن تصنيع الإنسولين الحيوي ‫بواسطة خلايا من الخمائر يتم تطعيمها بسلاسل جينية بشرية ‫مزودة بشفرات، بحيث تقوم بتصنيع بروتين الإنسولين.

الأجسام ‫المضادة العلاجية المهندسة وراثياً

تستطيع هذه الأجسام المضادة الالتحام بأجسام ‫معينة داخل الجسم، ومن ثم تثبيط نشاطها. ‫وفي حالات الأمراض الناجمة عن الاضطرابات المناعية مثل مرض الروماتيزم، ‫فإن هذه الأجسام المضادة العلاجية تستهدف مكونات معينة داخل الجهاز ‫المناعي للجسم، مثل الجزيئات الناقلة للإشارات والتي تتسبب في زيادة ‫الالتهابات.