كثرت في الآونة الأخيرة الحكايا عن الموت المفاجئ في عمر مبكر. شباب بالكاد يتخطون العشرين من العمر أو الثلاثين، ينامون بتعبهم ليلاً ويبقون للأبد. وغالباً، ما تكون الصدمة هي حال من يحيطون بهم، والحيرة من موتٍ جاء على حين غفلة، بلا عوارض. لا يعرفون اسماً له سوى أن القلب توقف. يعني "سكتة قلبية".
ثمة من يقول شيئاً آخر، وهي الدراسات الطبية التي تتحدث عن هذا النوع من الميتات باعتباره مرضاً بحدّ ذاته، يطلق عليه "كهرباء القلب". أما ما هو هذا الذي يأتي بالموت بلا عوارض؟ يشير القاموس الطبي إلى أن كهرباء القلب هو "مصطلح يصف عدم انتظام ضربات القلب، وهذا لا يعني بالضرورة أن القلب ينبض بشكل سريع أو بطيء، وإنما يعني أن إيقاع الضربات نفسه أصبح غير منتظم ومختلف عن الإيقاع الطبيعي". وإن كان لا ينذر بعوارض محددة، إلا أن بعض المصابين به يلاحظون أن قلبهم قد أفلت نبضة، أو أضاف نبضة غير طبيعية، وقد يشعرون بارتعاش نتيجة ذلك. وثمة آخرون لا يشعرون بأي شيء، حيث تكون كهرباء القلب حالة صامتة تماماً. مع ذلك، لا يحدث خلل كهرباء القلب من تلقاء نفسه، ولكنه يحدث نتيجة الإصابة ببعض المشكلات أو أمراض أخرى تسبب مضاعفاتها هذا الأمر. ومن هذه الأسباب الإصابة بأمراض القلب أو وجود خلل في مستوى بعض المعادن في الدم مثل الصوديوم والبوتاسيوم أو حدوث تغيرات في عضلة القلب أو إصابة في القلب نتيجة التعرض لأزمة قلبية أو خلال عملية الالتئام بعد عمليات القلب المفتوح. وتطول لائحة الأسباب لتطال أيضاً أمراض الأوعية الدموية والإصابة بداء السكري وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والحمر الرروماتيزمية والإفراط في شرب المواد الكحولية والمنبهات.
وللتأكد من خلل كهرباء القلب، يلجأ الطبيب لعمل فحص رسم القلب. وعند التأكد، يبدأ الطبيب في البحث عن سبب الخلل ليحدد بناء عليه نوع العلاج وطريقته. ففي حال وجود سبب، كالإفراط مثلاً في تناول بعض المنبهات، ينصح الطبيب مريضه بالإقلال من نسبة المنبهات التي يتناولها. وفي حالة حدوث الخلل بسبب مرض من أمراض القلب، يبدأ الطبيب في علاج السبب حتى تبدأ منظومة كهرباء القلب في الانتظام. وهكذا.
ثمة نصيحة يتوجه بها أطباء القلب للمصابين بهذا الخلل، وهي الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط النفسية والعصبية، التي قد تؤدي إلى اضطراب نبضات القلب.