إعداد: راجانا حميةالأسبوع الماضي، أعلنت "السلطات في ولاية كاليفورنيا الأميركية حالة الطوارئ بسبب تفشي التهاب الكبد الوبائي من النمط (أ)". جاء هذا الإعلان عقب وفاة 18 شخصاً بسبب الوباء الذي وصفوه بـ"القاتل". قد يكون هذا الخبر بعيداً نسبياً عن "ديارنا"، غير أن تتمته قد تصل أصداؤها إلى هنا، مع إعلان تلك السلطات عن خوفها من تفشي هذا الداء في الولايات الأميركية... والعالم أيضاً. وهذا نذير شؤم، ثمة من شبهه بـ"الطاعون" الآتي ليقضي على الكثير من البشر، فما هو هذا الداء؟ وكيف يجري العلاج منه؟ وماذا عن أرقام المصابين به في لبنان؟ والأهم من كل ذلك، كيف يمكن الوقاية منه؟

احذروا الغذاء والماء غير المأمون

يعيش حوالى 325 مليون نسمة مع فيروس الكبد الوبائي، بأنواعه الخمسة. أو بالأحرى، يتعايش هؤلاء مع وبائهم، الذي يعدّ النمط الأول منه "أ" هو الأكثر شيوعاً وانتشاراً. في لبنان، الوباء الكبدي "أ" هو الأكثر انتشاراً أيضاً، بحسب إحصاءات وزارة الصحة، وهو المسبب الأبرز لليرقان أو الصفيرة. مع ذلك، هو قابل للشفاء، إلا في حالات نادرة، فقد يؤدي إلى الوفاة لشدّة الالتهابات.
أما ما هو؟ فتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أنه التهاب في خلايا الكبد ناتج عن الإصابة بأحد الفيروسات، وينتشر في المقام الأول عندما يتناول شخص غير مصاب بعدواه ـ وغير ملقّح ضده ـ أغذية أو مياهاً ملوّثة ببراز شخص مصاب بعدوى المرض. كما ترتبط أسباب الإصابة بالمرض ارتباطاً وثيقاً بالمياه غير المأمونة وتردي قواعد النظافة الشخصية.
وبخلاف الالتهاب الكبدي "ب" والالتهاب الكبدي "سي"، فإن عدوى الالتهاب الكبدي "أ" لا تسبب مرضاً مزمناً في الكبد، ولكنه يمكن أن يسبب أعراض الإصابة بالوهن والالتهاب الكبدي الخاطف (العجز الكبدي الحاد) الذي يسفر عن ارتفاع معدل الوفيات.

على عكس أنماط الالتهاب الأخرى، لا يسبب التهاب
الكبد الفيروسي "أ" مرضاً
مزمناً في الكبد

وتحدث عدوى الالتهاب الكبدي "أ" في حالات فردية متفرقة، ولكنه قد يأتي في شكل أوبئة، كما يحدث اليوم في كاليفورنيا الأميركية، ويميل إلى التواتر بصفة دورية.

أعراض التهاب الكبد "أ"

غالباً، ما تكون العوارض المشتركة مع أنماط التهاب الكبد الفيروسي الأخرى، وهي تتلخص بـ:
ـ اليرقان: تغير لون الجلد وبياض العين إلى اللون الأصفر
ـ الشعور بالإعياء
ـ آلام البطن
ـ انعدام الشهية للأكل
ـ الغثيان
ـ التقيؤ
ـ الإسهال
ـ ارتفاع طفيف في درجة الحرارة
ـ الصداع
برغم كل تلك العوارض، قد يأتي التهاب الكبد الفيروسي بلا عوارض، وهو ما يسمونه الهجوم المباغت. في هذه الحالة، قد يكون الخطر أكبر، خصوصاً في حال التلكؤ في علاجه.
الأشخاص الأكثر عرضة
تتنوع "هوية" الأشخاص المعرضين للإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من المنط "أ"، على أن الشريحة الكبرى هي الأشخاص المسافرون إلى أماكن يكثر فيها انتشار الفيروس وأولئك المخالطون لشخص مصاب بالفيروس. وفي المقام الثاني، يأتي الأطفال والعاملون في دور الحضانة، خصوصاً عند حدوث "فاشية"، إضافة إلى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات.

كيف يمكن منع العدوى؟

من السهل الوقاية من الإصابة بعدوى الفيروس الكبدي "أي"، ويأتي ذلك عبر الالتزام بأمرين، أولهما المحافظة على قواعد النظافة الشخصية والصحة العامة وتجنب تناول المياه الملوثة وتناول المياه المعبأة عند السفر إلى أماكن ينتشر فيها الفيروس. أما ثاني سبل الوقاية، فهو تناول اللقاح. وهذا عنصر أساس فيما لو تم الالتزام به. وفي هذا الإطار، تشير منظمة الصحة العالمية إلى وجود لقاح فعال "إذ يمكن بعد مرور شهر واحد فقط على إعطاء جرعة أحادية منه تحصين الأفراد الملقّحين به تقريباً بنسبة تصل إلى حدود 100%، ويمكن لهؤلاء أن يؤمنوا ما يلزم من مستويات الحماية بفضل الأجسام المضادة للفيروس". وتتابع المنظمة أنه "حتى بعد التعرض للفيروس، فإن إعطاء جرعة واحدة من اللقاح في غضون أسبوعين من التماس مع الفيروس يؤمن آثاراً وقائية". من جهة أخرى، توصي المنظمة بإعطاء جرعتين اثنتين منه، ضماناً لحماية أطول أجلاً، تتراوح مدتها ما بين 5 و8 سنوات بعد التطعيم.




فلاش باك

■ يُصاب معظم الأطفال ـ ما نسبته 90% ـ بالالتهاب الكبدي "أ" قبل بلوغ سن العاشرة.

■ تتراوح عادة فترة حضانة الالتهاب الكبدي "أ" ما بين 14 و28 يوماً.

■ لا يمكن التمييز سريرياً بين حالات الإصابة بالتهاب الكبد "أ" وأشكال التهاب الكبد الفيروسي الحاد الأخرى.

■ ينبغي الامتناع عن إعطاء "أسِيتامينُوفين/باراسيتامول" والأدوية المضادة للقيء في حال الإصابة.

■ تسبب التهاب الكبد الفيروسي بوفاة مليون و500 ألف مصاب في عام 2015

■ بلغ عدد المتعايشين مع التهاب الكبد الفيروسي العام الماضي 400 مليون نسمة.

* للمشاركة في صفحة «صحة» التواصل عبر البريد الإلكتروني: [email protected]