إما النوم بدقائق معدودة، وإما الأرق. لا حل وسطياً في "قضية" النوم. ثمة من ينام "نوماً هنيئاً" بمجرّد ملامسة الوسادة وثمة من يعاني، بحيث يتقلب في السرير لوقت طويل من دون أن يجد للنوم سبيلاً. وهذه الحالة هي أسوأ ما يمكن أن يحصل، خصوصاً أنها تزيد الشعور بالتوتر. غير أن هذه الحالة لا تأتي من العبث، إذ تلعب عوامل كثيرة دوراً في ذلك. لكن، هذه العوامل لا تشبه أبداً ما يمكن أن نتصوره، إذ هناك الكثير من الأخطاء الشائعة التي نحفظها من دون الالتفات لمدى صوابيتها. أفكار خاطئة تتكون لدينا عن النوم والأرق، تزيد المشكلة سوءاً. من هنا أهمية التفريق بين الخطأ والصواب.
■ الأرق مشكلة نفسية؟
يسود الاعتقاد لدى الكثيرين أن المشكلات النفسية تسبب الأرق وأن التوتر هو المسبب الأول له. هذا الأمر صحيح في جزء منه، لكنه ليس الحقيقة الكاملة، إذ ثمة عوامل أخرى تلعب دوراً في ذلك، كالمرض والآثار الجانبية لبعض الأدوية وسوء عادات النوم وآلام الأمراض المزمنة وآلام الساقين المزمنة.

■ يمكن تعويض ساعات النوم التي خسرناها؟
هذا المفهوم خاطئ، إذ يستحيل تعويض ساعات النوم التي خسرناها، فالنوم ليوم أو اثنين أو في عطلة نهاية الأسبوع ليس حلاً، بل قد يؤثر سلباً على نظام الجسم. وقد يزيد صعوبة النوم في وقت لاحق. لذلك، من الأفضل تعويض ساعات النوم بالعودة إلى برنامج منتظم للنوم.

■ تسبب القيلولة صعوبة في النوم؟
يختلف تأثير القيلولة بحسب طبيعتها وطبيعة الشخص. فبالنسبة الى البعض، يمكن أن تعيد قيلولة تستمر لعشر أو عشرين دقيقة النشاط إليهم، فيما يمكن أن تؤدي قيلولة في موعد متأخر من بعد الظهر بالنسبة الى آخرين إلى صعوبة النوم لاحقاً.

■ تعتبر الأدوية المنوّمة خالية من أي ضرر؟
صحيح أن الأدوية المنوّمة الحالية تعتبر آمنة أكثر من السابق، لكن لكل الأدوية آثار جانبية، خصوصاً أنه يمكن الاعتياد عليها. لذلك، يجب استشارة الطبيب دائماً حول ما إذا كان من الممكن تناول الدواء المنوّم. علماً أن الادوية المنوّمة لا تحل مشكلة الأرق إلا موقتاً، وهي لا تشفي نهائياً.

■ يمكن "تعلّم" النوم لساعات أقل؟
يمكن أن يؤدي هذا الاعتقاد الخاطئ إلى نتائج خطيرة. إذ ان لكل منا حاجات معينة من النوم. تكون حاجة البالغ مثلاً نحو 8 ساعات على الأقل. ويمكن تعلّم الاكتفاء بساعات نوم قليلة، لكن لا يمكن إلزام الجسم بساعات نوم أقل، إذ أن عدم الحصول على ساعات كافية من النوم يؤدي إلى صعوبة في التركيز وصعوبة في تذكر الأمور. لذلك يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى مشكلات مهمة أبرزها قلة الإنتاجية في العمل وكثرة الحوادث.

■ تزول مشكلات النوم لوحدها؟
لا يمكن التخلص من مشكلات ما لم يتم التعرّف إلى مسبباتها، سواء أكانت ناتجة عن التوتر أو عن دواء او عن مرض معين. إذا كنت تجد صعوبة في النوم أو في الاستمرار بالنوم، او إذا كنت تشعر بالإرهاق باستمرار بعد الاستيقاظ من النوم، من الضروري التحدث إلى الطبيب.
انطلاقاً من كل ذلك، يمكن اتباع بعض الخطوات التي قد تساعدك في محاربة الأرق، ومنها الاستيقاظ كل يوم في الموعد عينه والامتناع عن التدخين والقهوة وغيرها من المنبهات وتجنب القيلولة قدر الإمكان وممارسة الرياضة بانتظام والحد من الجلوس أمام الكومبيوتر وشاشة التلفاز.