تفترض الظروف الطبيعية أن يحصل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 عاماً على عدد ساعات نومٍ ليلية ما بين 9 و12 ساعة. هذا المعدّل من الساعات يحمي الأطفال من احتمالات أمراضٍ كثيرة قد تنمو في عمرٍ مبكرة. ما دون تلك الساعات، فإن جسد الطفل قد يكون عرضة لخطر الإصابة بعددٍ من الأمراض، منها على سبيل المثال لا الحصر السمنة والإكتئاب.
وهذه الأمثلة ليست نهاية المطاف، فقد أظهرت دراسة صدرت مؤخراً عن جامعة سان جورج ي لندن أن عدم التمتّع بقسطٍ وافرٍ من النوم قد يؤدي في نهاية المطاف إلى احتمال إصابة الطفل بمرض السكّر من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم. فبحسب كريستوفر أوين، كبير الباحثين في هذه الدراسة، فإن الأطفال الذين لا يحصلون على قدر كافٍ من النوم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكّري عن الأطفال الذين يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم أثناء الليل، إذ إنّ كل ساعة نوم إضافية مرتبطة بتقليل وزن الجسم، كما تقلل من تراكم السكّريات في الدم. فارتفاع نسبة السكريات تعدّ من عوامل الخطر المسبّبة لمرض السكري من الدرجة الثانية، الذي ساد الإعتقاد طويلاً بأنه يصيب فقط البالغين دون الصغار. ولكن اليوم، مع تلك العادات "ألسيئة"، بما فيها النوم المتقطع والسمنة والأكل غير الصحي بات الصغار أيضاً عرضة للإصابة بذلك المرض. يشار إلى أن ارتفاع السكريات في اتلدم يحدث عندما لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين اللازم لتحويل السكّر في الدم إلى طاقة.
وفي هذا الإطار، يوضح أوين أن زيادة مدّة النوم يمكن أن "توفر طريقاً فعّالاً وقليل الكلفة للحدّ من مستويات الدهون في الجسم، من ثم تقليل خطورة الإصابة بالدرجة الثانية من مرض السكّري في وقت مبكر من العمر.
يشار إلى أن الدراسة شملت فحص بيانات بحث عادات النووم نتائج اختبارات العوامل المسبّبة لمرض السكّري بين 4525 طفلاً في المملكة المتحدة في أعمار التاسعة والعاشرة.
وفي المتوسط كان معدّل ساعات نوم الأطفال ليلاً في أيام الدراسة 10.5 ساعات، حيث تراوحت مدة النوم بين 8 و 12 ساعة، وقد كان الأطفال الذين حصلوا على ساعات نوم أقلّ هم الأكثر عرضة للإصابة بما يعرف باسم مقاومة الأنسولين المسبب لمرض السكري، وحينها لا يستجيب الجسم بشكل طبيعي لهرمون الأنسولين.