هل سبق أن سمعتم بالتهاب أذن السابح (otite de nageur)؟ قد تحيل تلك التسمية إلى مكانٍ واحد: المسبح، لكن، الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فذلك النوع من الالتهابات المتعارف عليه طبياً بالتهاب «الأذن الظاهرة»، ليست حكراً على من يرتادون المسابح، إذ يمكن لـ«نقطة مي» أثناء الاستحمام أن تؤدي إلى التهاب حاد قد يستدعي تدخلاً طبياً. وبرغم أن هذا المرض يجتاح كل الأعمار، إلا أن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة به.
أما كيف تحدث تلك الإصابة؟ ثمة بداية، وهي نقطة المياه التي ستستقر في الأذن. تلك النقطة ستجعل من الأذن مكاناً آمناً لنمو... البكتيريا والفطريات التي يسهل تكاثرها في بيئة رطبة وتتكاثر لتسبّب العدوى. وقد تتفاقم تلك المشكلة عندما «تتدخّل» عيدان القطن التي تساعد تلك البكتيريا على الدخول إلى أماكن مخفية في الأذن. في تلك الآفات الصغيرة داخلها.
عندما تتكاثر تلك البكتيريا، تبدأ مرحلة العوارض التي عادة ما تتوزع ما بين الألم المستمر في الأذن المصابة وتدفق بعض السوائل منها أو الانخفاض في مستوى السمع. في هذه الحالة، لا تتردد في مراجعة الطبيب بسرعة، فالألم يمكن أن يصبح حاداً جداً، ويمكن أن يؤثّر على الفك. فمن دون علاج، يمكن للعدوى أن تنتشر في الجسم أو أن تسهم في تورّم الغدد الليمفاوية في العنق، مصحوبة بالحمى.
هذه العوارض التي تستدعي تدخلاً طبياً، يمكن من خلالها للطبيب فحص الأذن المصابة وتحليل «التدفقات» الخارجة من الأذن. فإذا تأكد تشخيص الإصابة بالتهاب أذن السابح، عندها لا حل إلا باستخدام المضادات الحيوية. أما إذا استمرت العوارض، فثمة حاجة لاستشارة إضافية، إذ يمكن أن تكون مصاباً بعدوى فطرية.
مع ذلك، لا داعي للتخلّي عن السباحة أو الخوف من الاستحمام، إذ يمكن ببساطة الاستعاضة عن ذلك الخوف بوضع «سدادات» الأذن التي يستخدمها الغطاسون في العادة. أما عيدان القطن، فقم... بتخزينها واستخدم منشفة لتنظيف الأذن من الخارج.