تقول "الأسطورة" الصحية أن شرب ثمانية أكواب من المياه يومياً يجعلنا أكثر مقاومة للجفاف وأمراض كثيرة. وقد تقمّص معظمنا تلك الخرافة على أنها حقيقة، ولكن ليس كل ما يُقال هو صحيح، إذ ثبت أنه ليس هناك أي دليل علمي لدعم هذه المقولة. وفي هذا الإطار، أظهر بحث جديد نشرته مجلة "ساينس ألرت"، مؤخراً، أن مسألة "الأكواب الثمانية" ليست معياراً موحداً، ذلك أن هناك طريقة بسيطة لمعرفة كمية المياه التي يحتاج إليها جسم الإنسان يومياً، وهي "مجرّد الاستماع إلى جسمك"، يقول الباحث مايكل فاريل من جامعة موناش في أستراليا.
قد يبدو ذلك غريباً إلى حدّ ما، لكن الباحثين أكدوا أنه إن لم يكن هناك حاجة إلى شرب المياه، فإن ابتلاعه يصبح صعباً، لذلك ينصح الخبراء بالاستماع أكثر إلى ما يريده الحلق. وأكثر من ذلك، يقول فاريل إنه "يجب تناول الماء عند الشعور بالعطش أو عند حاجة الجسم إليه، لأن الإفراط في شرب المياه قد يؤدي إلى ما يسمى التسمم المائي أو نقص الصوديوم في الدم، وهي حالة تحدث عندما تكون المستويات الحيوية من الصوديوم في الدم منخفضة بشكل غير طبيعي، ويمكن أن تؤدي إلى الخمول والغثيان والتشنجات والغيبوبة وحتى الموت".
وللتحقق من هذه النتائج، اعتمد الباحثون على تقييم كمية الجهد الذي يبذله 20 مشاركاً في شرب المياه من خلال وضعيتين هما: شرب المياه بعد التمارين عندما يكونون عطشى وشرب المياه بكميات كبيرة في وقت لاحق دون الإحساس بالعطش.
وكان قد سبق ذلك التقرير، تقرير آخر نشر في عام 2007 في المجلة الطبية البريطانية والذي تحدّث عن "الخرافات الطبية"، فكانت الخرافة الأولى التي تناولها التقرير هي أنه يجب على الأشخاص أن يشربوا على الأقل ثمانية أكواب من الماء يومياً. وقد جاء التقرير ليقول: لسنا بحاجة إلى شرب ثمانية أكواب من المياه يومياً. ويعلل هؤلاء "السبب بأن المياه ليست المصدر الوحيد للحصول على الترطيب اللازم، وليس عليك أن تحصل على كل المياه التي تحتاج إليها من خلال المشروبات، كما أنه ليس عليك أيضاً أن تقلق كثيراً حيال عدم شعورك بالعطش أبداً، حيث أن جسم الإنسان مضبوط بدقة لإعطاء الإشارات بالإحساس بالعطش قبل فترة طويلة من إصابة الجسم بالجفاف بشكل فعلي".




أصل الحكاية

يعتقد الكثير من الأشخاص بأن مصدر الأسطورة يعود إلى توصيات مجلس الطعام والتغذية في عام 1945، والذي أشار إلى أن الإنسان يحتاج إلى حوالى 2.5 لتر من المياه يومياً.