للشبابيك وظيفة أكثر من مجرد إيصال الضوء. فهذه "الديكورات" الواجبة في كل منزل لا تقتصر وظيفتها على الناحية الجمالية، فلها وظائف أخرى، منها "الصحية". فعدا عن كونها تتيح إيصال الضوء وتغيير الهواء في المنزل، فهي أيضاً تساعد على الوقاية من الإصابة بأمراضٍ مزمنة.
وفي آخر "وظائف" تلك الشبابيك، بينت دراسة قام بها البروفسور آشلي غروسمان، المختص في علم الغدد الصماء، العلاقة ما بين فتح النوافذ ليلاً ومرض السركي المزمن، إذ أشار غروسمان إلى أن "فتح نافذة غرفة النوم ليلاً يسمح للهواء البارد بالدخول، والذي يعدّ بمثابة طريقة بسيطة للوقاية من السمنة ومرض السكري ــ النوع الثاني". يشدّد البروفسور على "تقنية الهواء البارد ليلاً"، مستنداً بذلك إلى وجود أدلة تثبت أنه "كلما انخفضت حرارة الجسم، عدّ ذلك دليلاً صحياً للوقاية من الأمراض".
ما بينه غروسمان في أبحاثه، تطرق إليه أيضاً علماء هولنديون اكتشفوا أن "ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة فقط، يمكن أن يؤدي إلى ظهور 100 ألف حالة جديدة من مرض السكري كل عام في الولايات المتحدة". ويعود السبب في ذلك إلى أن "الجسم يكون في حاجة إلى حرق الدهون البنية بنسبة أقل، وذلك بغية الحفاظ على دفئه، الأمر الذي يؤدي إلى عدم استقرار الأنسولين، وزيادة الوزن".
وفي هذا الإطار، اعتبر غروسمان أن هذه الدراسة تدعم نظرية "الحفاظ على البرودة" المتعلقة بأمراض السكري والسمنة، مشيراً إلى أن "عدداً من الأدلة المقنعة أثبتت حقيقة أن انخفاض حرارة الجسم لدرجة مئوية محددة، من شأنه أن يحد من خطر الإصابة بمرض السكري".
وأضاف غروسمان أن "العيش في بيئة تغلب عليها البرودة قد يُساهم في استقرار الأنسولين ودرء مرض السكري، فضلاً عن أن الحصول على قسط وافر من النوم من شأنه أن يحمي الإنسان من الإصابة بالسمنة ومختلف أنواع مرض السكري، ومن هذا المنطلق، نحن بحاجة إلى قضاء ليلة هانئة من النوم في غرفة تكون درجة حرارتها منخفضة، وذلك من خلال ترك النافذة مفتوحة، ما يسمح بدخول نسيم الليل العليل".
وفي هذا الإطار، أصدر المركز الطبي في جامعة ماسترخت بهولندا، أخيراً، دراسة أخرى تؤكد ضرورة البقاء في مكان مغلق تتراوح درجة حرارته بين 15 و17 درجة مئوية لبضع ساعات يومياً، وذلك بهدف تجنب الزيادة في الوزن.
وأكثر من ذلك، أكد الخبراء في المركز أنه في حين "نحرص على أن نحافظ على درجات حرارة مرتفعة داخل المنزل والمكتب للشعور بالدفء، يصبح جسمنا عاجزاً عن حرق الدهون بشكل طبيعي. وبالتالي من المستحسن أن تكون درجات الحرارة في الداخل قريبة من درجات الحرارة في الخارج لما في ذلك من فوائد جمة لصحة الإنسان". وأشاروا إلى أن "حرارة الجسم المنخفضة تعزز معدل الأيض، أي سرعة حرق السعرات الحرارية، وذلك بنسبة 30%، إذ ينتج من الشعور بالارتعاش من البرد حرق حوالى 400 سعرة حرارية في الساعة، وهو ما يضاعف نسبة الأيض بمعدل خمس مرات".