ذكر مسؤول أميركي رافق وزير خارجية بلاده، أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى السعودية، حيث التقى ولي العهد، محمد بن سلمان، أن الجانبين اعترفا «بالاختلافات القائمة» بين بلديهما. ونقلت محطة «سي أن أن» عن المسؤول قوله إن الرجلين أجريا خلال الاجتماع الذي عقد في قصر السلام في جدّة ودام ساعة وأربعين دقيقة، «مناقشة مفتوحة وصريحة غطّت القضايا الإقليمية والثنائية، وكانت هناك درجة جيدة من التقارب حول المبادرات المحتملة بشأن المصالح المشتركة، مع الاعتراف أيضا بالاختلافات القائمة».
واوضح أن الجانبين «ناقشا السبل المحتملة لحل القضايا المتبقية التي يمكن أن تؤدي إلى حوار سياسي يمني - يمني، وكذلك إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل واتفقا على استمرار الحوار حول هذه القضية». وذكر أن بلينكن «أثار أيضاً ملف حقوق الإنسان بشكل عام وقضايا محددة».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، من جهته، إن الرجلين أكدا «التزامهما المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن والازدهار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، وإن هذا الالتزام يتضمّن اتفاقية سياسية شاملة لتحقيق السلام والازدهار والأمن في اليمن»، مضيفاً أن «الوزير شدّد أيضاً على أن علاقتنا الثنائية تتعزّز بالتقدم في مجال حقوق الإنسان».
وحضر بلينكن، كذلك، اجتماعاً مع نظرائه في دول «مجلس التعاون الخليجي»، في مقرّ الأمانة العامة للمجلس في الرياض، جرى خلال الترحيب بقرار السعودية وإيران استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما، وفق بيان صدر في ختام الاجتماع.
وركز الجانبان الأميركي والخليجي على «الشراكات الاستراتيجية الطموحة والمتنامية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون والدول الأعضاء، الرامية إلى تعزيز السلام والأمن والاستقرار والتكامل والازدهار الاقتصادي في الشرق الأوسط»، مشيرين إلى «الجهود المشتركة للعمل على خفض التصعيد في المنطقة، حيث أكد الوزراء التزامهم المشترك بدعم الديبلوماسية لتحقيق تلك الأهداف».
وأكد البيان «التزام الجانبين بحرية الملاحة والأمن البحري في المنطقة، وعزمهما على مواجهة أي أعمال عدوانية أو غير قانونية في البحر أو أي مكان آخر، مما من شأنه تهديد الممرات الملاحية والتجارة الدولية والمنشآت النفطية في دول المجلس».
كما دعا الاجتماع إلى مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف في جميع أنحاء العالم. ونقل البيان عن بلينكن تأكيده «التزام الولايات المتحدة الدائم بأمن المنطقة، وإدراكها لدور هذه المنطقة الحيوي في الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية». وشدد على دعم الجانبين لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مجدداً دعوة إيران «إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وحول اليمن، لفت البيان إلى أهمية «جهود السلام المستمرة التي تقودها الأمم المتحدة بعد هدنة نيسان 2022 والهدوء الذي ترتّب عليها»، وعبر عن التقدير الفائق «للجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان ومبعوث الأمم المتحدة ومبعوث الولايات المتحدة في هذا الصدد»، معرباً عن الأمل في «رؤية عملية سياسية يمنية - يمنية شاملة تفضي إلى وضع نهاية دائمة للصراع، وتستجيب لدعوات اليمنيين للعدالة والمساءلة والمحاسبة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، وتضع البلاد على طريق التعافي».
كما جدّد الوزراء تأييدهم سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، ودعمهم «مجلس القيادة الرئاسي»، وحثّوا حركة «أنصار الله» على اغتنام هذه الفرصة والاستفادة من الأشهر الـ14 الماضية الأكثر هدوءاً واستقراراً لتقديم الإغاثة لملايين اليمنيين. كما شدّدوا على الاستمرار في تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب في جميع مناطق اليمن، وتقديم الدعم الاقتصادي والتنموي في جميع أرجاء البلاد.