لا تهدأ حفلة التطبيع العربية، منذ توقيع الاتفاقيات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، برعاية الإدارة الأميركية منتصف الشهر الماضي. لا يحتاج تطبيع أبو ظبي والمنامة على ما يبدو إلى وقت لتظهير حجم التقارب مع إسرائيل. وإذا كان تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين أي بلدين يحتاج إلى وقت ليترجم شراكات اقتصادية وأمنية وسياسية، فليس الحال كذلك في الإمارات والبحرين.هذا ما ظهر في زيارة رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين للبحرين، مع "مسؤولَين أمنيّ واستخباراتي كبيرين"، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء البحرينية أمس. وذكرت الوكالة أن الوفد الأمني الإسرائيلي التقى رئيس جهاز المخابرات عادل بن خليفة الفاضل ورئيس جهاز الأمن الاستراتيجي أحمد بن عبد العزيز آل خليفة، وبحث اتفاق التطبيع و"آفاق التعاون بين البلدين" وناقش "الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
على المقلب الإماراتي، أعلن وزراء الطاقة، الأميركي والإسرائيلي والإماراتي، في بيان أمس، أن الأطراف الثلاثة ستطور استراتيجية لمزيد من التنسيق في مجال الطاقة. وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن "الدول الثلاث ستعمل سوياً على مجالات الطاقة المتجددة وفعالية الطاقة والنفط وموارد الغاز الطبيعي والتقنيات ذات الصلة وتقنيات تحلية المياه". وبحسب البيان، ستنسق الأطراف الثلاثة مع المؤسسات المالية والقطاع الخاص من أجل الاستثمار في البحث والتطوير. وكان وزيرا الطاقة الإسرائيلي والإماراتي قد ناقشا الشهر الماضي التعاون المشترك وفرص الاستثمار، بما في ذلك تصدير الغاز إلى أوروبا.
دمشق: التطبيع لم يزد العدوّ إلّا صلافة
في المقابل، وفي أول تعليق رسمي لها على اتفاقيات التطبيع الموقّعة أخيراً بين العدو الإسرائيلي ودولتَي الإمارات والبحرين، جدّدت سوريا، أمس، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، "موقفها الثابت المبنيّ على التمسّك بالأرض والحقوق، والرافض للتنازلات والاتفاقيات المنفردة مهما كان شكلها أو مضمونها"، مؤكدة "أنها كانت وستبقى ضدّ أيّ اتفاقيات أو معاهدات مع العدوّ الإسرائيلي، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن مثل هذه الاتفاقيات تضرّ بالقضايا العربية عموماً، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية"، لافتة إلى أن "التجارب السابقة أثبتت أن التطبيع والتوقيع على معاهدات واتفاقيات مع هذا العدوّ لم يزده إلا صلافة وتعنّتاً، ولم يزد العرب إلا ضعفاً وتشرذماً".
(رويترز، أ ف ب)

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا