نوّهت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، بـ«المعاملة الممتازة» التي تلقّاها سائح إسرائيلي في السعودية، بعدما كشف هويّته للشرطة، ما مَكّنه من دخول المملكة. ويدحض هذا التطوّر تصريحات صدرت قبل أسابيع عن وزير خارجية المملكة، فيصل بن فرحان، أكد فيها منع دخول الإسرائيليين إلى بلاده. الضيف الإسرائيلي، المقصود به المدوّن أليكس ليبشين، هو ــــ بحسب تقرير الصحيفة ــــ من أوائل الإسرائيليين الذين يزورون السعودية، بعدما بات بإمكانهم ذلك بفعل قرار صادر عن حكومة الاحتلال يجيز للمستوطنين التوجّه إلى المملكة، وإن بواسطة جوازاتهم الإسرائيلية. وقال ليبشين عن زيارته إن «السعوديين ودودون بشكل خاص، رجالاً ونساءً»، مستدركاً بأنهم «غير معتادين على السائحين لانغلاق السعودية أمام السياحة الأجنبية سنوات طويلة». وكان المدوّن الإسرائيلي ينوي الدخول إلى المملكة بجواز سفره الروسي (كونه يحمل الجنسية الروسية إضافة إلى الإسرائيلية)، إلا أن رجال الشرطة السعوديين لم يجدوا ختم مغادرة من قبرص، الجهة التي قَدِم منها، على جواز سفره الروسي. ولدى استفسارهم عن الموضوع، أظهر لهم جواز سفره الإسرائيلي، فكانت ردّة فعلهم التبسّم في وجهه والقول له: «هذه المرّة، إن شاء الله، ستزور السعودية بهويتك الإسرائيلية». وأضاف ليبشين إن «مَن قابلتُهم من السعوديين وعرفوا أنني إسرائيلي، أظهروا اهتمامهم وسعادتهم بتطوّر العلاقات بين بلادهم وإسرائيل»، وتابع إنهم أكدوا له أن «حلمهم هو زيارة إسرائيل».
أليكس ليبشين: كلّ شيء يتعلّق بالسياحة متعثّر في المملكة


وأشار إلى أنه جال في السعودية طويلاً، ووصل إلى الحدود اليمنية جنوباً وإلى الأردن شمالاً، وقضى «وقتاً طيّباً» هناك بعدما شاهد الآلاف من القرود البرّية في السعودية. ورأى أن «المملكة ضخمة ومختلفة، وهي تشبه أميركا أكثر من الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أن «عدداً كبيراً من الأوروبيين والأميركيين يأتون إلى العمل هناك؛ إذ إن الرواتب التي يحصلون عليها مرتفعة جداً وتبدأ من 10000 دولار شهرياً». وذكر أن «السعودية بلد رخيص للغاية مقارنة بإسرائيل»، موضحاً أن «ثمن الوقود 2 شيكل لليتر (الدولار حوالى 3.5 شواكل)، وسندويش الشاورما 10 شيكل. أما تعرفة التاكسي فشيكل واحد لكلّ كيلومتر، وعلى السائح أن يدفع ثلاثين دولاراً مقابل غرفة في فندق متوسط المستوى والخدمات». لكنه أضاف إن «المملكة متخلّفة في كلّ ما يتعلق بالمواصلات ووسائل النقل العام»، قائلاً «(إنني) صُدمت لعدم وجود حافلات أو قطارات تصل العاصمة الرياض بمطارها الدولي، لكن لحسن الحظ، يقابل هذه السلبيةَ لطفُ السعوديين واستعدادهم كي يقلّوا السيّاح بسياراتهم الخاصة».
ولفت ليبشين إلى أن «الملك السعودي يكافح من أجل فتح أبواب بلاده أمام العالم»، مستدركاً بأن «كلّ شيء يتعلّق بالسياحة متعثّر في المملكة، فلا مكاتب للاستعلام السياحي، ولا يتقن مُقدِّمو الخدمات التحدّث باللغة الإنكليزية بشكل جيد، ومن الصعب للغاية التعامل مع المتاحف أو المتنزّهات أو مناطق الجذب السياحي، لأن معظمها مغلق لأسباب مجهولة»، متابعاً إن «واحداً من المعوّقات أن هناك خمس صلوات يومياً، لذلك إذا كنت في مطعم وحلّ وقت الصلاة، فيُطلب منك المغادرة، لأن المطعم يغلق أبوابه نصف ساعة، ويمكنك بعدها العودة والدخول إليه».
يشار إلى أن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، كان قد أكد أن ليس بإمكان الإسرائيليين زيارة المملكة، وذلك تعقيباً منه على «قرار إسرائيل السماح لمواطنيها بالسفر إلى السعودية»، قائلاً إن «سياستنا ثابتة، لا علاقات لدينا مع دولة إسرائيل، ولا يمكن لحاملي الجواز الإسرائيلي زيارة المملكة... في الوقت الراهن».