لعلّ أبرز ما يلفت في عهد سلمان هو انفجار ظاهرة الهجرة إلى الخارج لأسباب سياسية بدرجة رئيسية. وبحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين، فإن 815 سعودياً تقدموا بطلب اللجوء في عام 2017، أي بزيادة نسبتها 318٪ مقارنة بعام 2012. وقد تزايدت وتيرة الهجرة بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وبات من الصعوبة بمكان تقدير العدد الإجمالي لطالبي اللجوء في الخارج، والذين اختار بعضهم الصمت ريثما يستكملون إجراءات الإقامة. في عدد من قارات العالم، اختار الآلاف من المهاجرين الجدد العيش حيث تكون حرية التعبير ممكنة، ومعهم عشرات من التجار وعوائلهم، ومَن أفلت من الأمراء من قبضة الأجهزة الأمنية الخاضعة لابن سلمان. تحوّلوا جميعاً إلى رسل الداخل، وعلى المعنيين من حكومات ومستثمرين وشركات أن يلتقطوا الرسالة بوضوح، ومفادها أن من يعبّر عن «السعودية الجديدة» بصدق هم مَن يهرب منها لا مَن يقيم فيها.