وفيما لا يغيب «شبح» إيران والاتفاق النووي عن كل دردشة أو اجتماع يجريه ولي العهد السعودي مع من يلتقيهم في سياق زيارته الأميركية المطوّلة (بدأت في 19 آذار)، التقى ابن سلمان، أول من أمس، عدداً من محرّري ومراسلي صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. وبالرغم من أن اللقاء كان مُغلقاً، إلا أنّ المسؤولين السعوديين «سمحوا للصحيفة بنشر بعض تعليقات الأمير»، بحسب ما ذكرت «التايمز».
في الدردشة مع محرري وصحافيي «نيويوك تايمز»، جدّد ولي العهد السعودي هجومه على الاتفاق النووي، مكرراً أن «الاتفاق سيؤخّر، لكنّه لن يمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية». وفسّر ذلك بالقول: «كأنّك تنتظر وصول الرصاصة إلى رأسك... لذا عليك التحرّك اعتباراً من اليوم»، مجدداً بذلك اتهامه للجمهورية الإسلامية بالسعي للحصول على أسلحة نووية «ليتسنّى لها التصرف بحرية في الشرق الأوسط دون خوف من العقاب». في الإطار ذاته، أضاف «نحن نعرف هدف إيران، إذا كان لديهم سلاح نووي، فهو يشكل درعاً ليفعلوا ما يريدونه في الشرق الأوسط، وللتأكّد من أن أحداً لن يهاجمهم، وإلا يستخدمون سلاحهم النووي». ختاماً، اقترح «الاستعاضة عن الاتفاق النووي الحالي بواحد يضمن ألا تحصل إيران مطلقاً على سلاح نووي، وأن تُؤخذ في الاعتبار أيضاً أنشطة إيران الأخرى في الشرق الأوسط»، بحسب ما نقلت الصحيفة الأميركية.
التقى محمد بن سلمان عددا من رجال الأعمال والشخصيات الأميركية(الأناضول)
لـ«إنهاء الحرب» في اليمن
ابن سلمان، بحسب تعبير «نيويورك تايمز»، سعى إلى «رسم صورة إيجابية للتقدم السعودي في الحرب على اليمن»، وادّعى أن «أنصار الله» قد «أصبحت معزولة سياسياً بشكل متزايد». وتعليقاً على الصواريخ التي أطلقها اليمنيون على أهداف في العاصمة السعودية الرياض، مساء يوم الأحد، رأى أنها «جهد أخير لم يُظهر سوى أنهم ضعفاء»، وأقرّ بأن «السعودية تسعى الآن لإنهاء الحرب من خلال عملية سياسية، في محاولة لتقسيم الحوثيين والحفاظ على الضغط العسكري عليهم». وبحسب الصحيفة، فقد تحدّث ولي العهد أيضاً عن «جهوده لتغيير الخطاب الديني السعودي من أجل ضمان المزيد من الانفتاح تجاه الأديان الأخرى»، وقال: «أعتقد أن الإسلام قد اختُطف»، معتبراً أن «جماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة قد شوّهت الدين».