يزيد تعثر جولة المباحثات السورية في جنيف، قائمة المدن التي قد يمرّ عبرها مسار الحل السياسي. إذ تتوجه الأنظار إلى هانوفر الألمانية، حيث من المقرر أن تستضيف اجتماعاً لرؤساء حكومات الكبار الأوروبيين وأميركا، بالتزامن مع زيارة الرئيس باراك أوباما في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، حيث سيُبحث اقتراح فرنسيٌ بعقد اجتماع وزاري لمجموعة دعم سوريا. وهو ما حمله وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إلى موسكو خلال الزيارة التي قام بها الثلاثاء الماضي.
الزعبي: لا تفاوض إلا بوجود «وفد الثورة السورية»
يأتي الاجتماع بعد انسحاب وفد «الهيئة» ومغادرة أعضائه جنيف، مع ربط العودة إلى المباحثات بالضغط على دمشق للقبول بهيئة حكم انتقالي. فيما تصر الأخيرة على صيغة «الحكومة الموسعة» كمسار للانتقال السياسي. وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، التزام دمشق مفهوم المرحلة الانتقالية الذي يتضمن «حكومة وحدة وطنية موسعة»، وتعديلاً للدستور ثم «طرحه على الاستفتاء الشعبي». وأوضح أن الحكومة التي تلي الدستور الجديد ستشكّلها الكتلة التي تحصل على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان. من جهته، قال وزير الخارجية وليد المعلم، في خلال لقائه مع المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا، إن «الشعب والحكومة في سوريا يواصلان معركة مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية التي تستمر بعض الدول مثل تركيا في تقديم الدعم لها عبر تسهيل عبور الإرهابيين وتقديم أسلحة حديثة لهم، وهو ما يستدعي موقفاً دولياً لاحترام قرارات مجلس الأمن الخاص بمكافحة الإرهاب».
على الجانب الآخر، أعلن رئيس وفد «الهيئة العليا» أسعد الزعبي، في أثناء مغادرته فندقه في جنيف، أن جميع المشاركين من «الهيئة» سيغادرون جنيف بحلول الجمعة، باستثناء عضوين سيبقيان حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وأشار إلى أن تغيير موقف «الهيئة» مرتبط بالتزام المجتمع الدولي الضغط على دمشق للقبول بهيئة حكم انتقالي وتنفيذ الالتزامات الإنسانية، مشدداً على أنه لا تفاوض إلا بوجود «وفد الثورة السورية».
ومن جهته، رأى الرئيس الأميركي باراك أوباما، في خلال مشاركته في قمة لدول مجلس التعاون الخليجي، أن هناك «سبيلاً واحداً لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، هو الحكم الانتقالي». وتابع: «دعوت الرئيس الروسي إلى الضغط على الرئيس الأسد... لا يمكن أن نرى الأسد في أي حكومة مقبلة، لكونه جزءاً من المشكلة». وحذّر من أن «أي خطة لا تشمل تسوية سياسية ستبقي الصراع السوري مفتوحاً».
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قد أعلن في خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في أنقرة، أن «وقف إطلاق النار في سوريا مهدد بالفشل»، مؤكداً أنه يبقى «الأساس الأفضل لحل سلمي عبر المفاوضات». وأشار إلى أن روسيا أبقت على وجود عسكري كبير في سوريا، رغم إعلانها «انسحاباً جزئياً لقواتها»، وهو ما يتناغم مع ما صرّح به نائب مستشار الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض بن رودس، في خلال إفادة صحافية في العاصمة السعودية، حول قلق بلاده «إزاء تقارير بأن روسيا تنقل مزيداً من المواد العسكرية إلى سوريا».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)