صنعاء | تفضّل السعودية الاختباء خلف حكومة الرئيس الفار عبدربه منصور هادي، و«شرعيتها» لتتهرب من الإعتراف بأن المشكلة باتت يمنية سعودية، وخاصة أن الإتفاق المقترح دولياً يتضمن نقاطاً تشي بذلك.وأكدت وسائل إعلامية نقلاً عن مصادر في الرياض أن حكومة هادي رفضت نقاط المقترح الذي تقدم به المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ. وبحسب التسريب فإن حكومة هادي تصرّ على انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» من كافة المدن وخاصة صنعاء وصعدة.

وفيما رأى مراقبون أن اشتراط انسحاب الجيش و«اللجان» من صعدة هذه المرة مؤشر على وجود نية لإفشال المساعي الدولية وإجهاض المقترح، ردّ عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، ضيف الله الشامي في حديث إعلامي على تصريحات الرئيس الفار ووزير خارجيته، وعدّها تصريحات غير مسؤولة، «وهم مجرد أبواق»، نافياً ما تناقلته وسائل إعلام تابعة للعدوان عن استسلام «أنصار الله».
وفيما تحدث التسريب عن أن حكومة هادي اشترطت أن يجري تفعيل العقوبات التي تضمنها القرار الدولي 2216 كاملة وتأليف فريق من المراقبين العسكريين الدوليين للإشراف على تنفيذ الشروط، كشف الشامي أن «هادي تقدم بنقاط إلى ولد الشيخ، ولكنه لم يعرضها على أنصار الله لأنها قوبلت بالرفض اليمني أكثر من مرة».
يأتي هذا في وقت بدأت فيه المعارك على الحدود بين اليمن والسعودية تأخذ سياقاً متصاعداً يوماً اثر آخر وعلى نحو لافت. وبعد يوم واحد من إطلاق صاروخ باليستي على «قاعدة الواجب»، أهم قاعدة بحرية في جيزان، تمكن الجيش اليمني و«اللجان»، أمس، من إسقاط طائرة «أباتشي» سعودية.

ارتفعت حصيلة
شهداء المجزرة التي ارتكبتها طائرات العدوان في تعز
إلى 63 شهيداً
وأكد مصدر عسكري في وزارة الدفاع اليمنية لـ«الأخبار» أن وحدات من الجيش و«اللجان الشعبية» تمكنت من إسقاط طائرة «أباتشي» سعودية في الخوبة بصاروخ أرض جو انطلق من داخل الأراضي السعودية، التي جرت السيطرة عليها خلال تحليق الطائرة وتغطيتها محاولات تقدم الجيش السعودي بهدف استعادة المناطق التي سيطر عليها خلال اليومين الماضيين الجيش اليمني و«اللجان». وتحدثت مصادر خاصة لـ«الأخبار» أن الطيار، الرائد علي القرني ومساعده، النقيب ناصر الحارثي، قتلا اثر تحطم الطائرة.
وفيما لا تزال السعودية تتكتم على الخسائر التي تتكبدها في الحدود والمناطق الواسعة التي تسقط يومياً بيّد الجيش اليمني و«اللجان»، وجّه رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد الحوثي، نصيحة للمواطنين السعوديين نشرها على صفحته على موقع «فايسبوك» طلب منهم فيها الابتعاد عن المناطق المستهدفة داخل السعودية حرصاً على سلامتهم.
في غضون ذلك، أكد مصدر في «الإعلام الحربي» لـ«الأخبار» أن الجيش و«اللجان الشعبية» تمكنا يوم أمس، من السيطرة على مناطق جديدة في العمق السعودي، ودخلا عدداً من القرى في الخوبة. وبحسب المصدر فإن معارك عنيفة ومواجهات اندلعت من مسافات قصيرة مع الجيش السعودي، نتج منها تدمير آليات في موقع «غرف الشيخ» و«ام بي سي» واقتحام مواقع وقرى داخل جيزان ومقتل أكثر من 50 جندياً سعودياً وسقوط عشرات الجرحى. وبحسب مصادر محلية في جيزان، فقد شوهدت ارتال من الجنود السعوديين تفر، وتستقلّ سيارات مدنية عابرة على الطريق العام.
وإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي مني بها موقع «الحثيرة» العسكري نتيجة القصف المدفعي، أكد المصدر في «الإعلام الحربي» أن الجيش و«اللجان» تمكنا، أمس، من السيطرة على موقع «العمود» العسكري في جيزان، بعد معارك أدت إلى تدمير 4 آليات في الموقع وفرار الجنود من الموقع.
وعلى جبهة أخرى من الحدود، أوضح مصدر عسكري في صعدة لوكالة «الأنباء اليمنية» (سبأ) أن الوحدات الصاروخية للجيش و«اللجان الشعبية» دكت قيادة حرس الحدود السعودي ومعسكر «الحاجر» في ظهران عسير بصليات من صواريخ «غراد»، إضافة إلى قصف مركز «الجهاد» و«جلاح» و«المعزاب» في جيزان بأكثر من 25 صاروخاً و16 قذيفة مدفعية، كما أُطلق صاروخ من طراز «الصرخة» المحلي الصنع على موقع «الحشايا» العسكري السعودي في جيزان، وعلى قيادة حرس الحدود في ظهران. في المقابل شنت طائرات العدوان السعودي أكثر من 150 غارة على مديرية الظاهر والمناطق الحدودية.
وفي الوقت الذي بثت فيه قناة «المسيرة»، أمس، تقريراً مصوراً لها من داخل العمق السعودي وعلى مشارف مدينة نجران ومن مناطق أعمق تدل على خلوها من الوجود العسكري السعودي، رأى مراقبون أن التصعيد الاخير على الجبهة الحدودية قد يقرأ من زاوية كونه يتزامن مع تطورات سلبية في ملف المفاوضات في مسقط بين اليمن والسعودية، وسببها مماطلة السعودية.
مصدر في «أنصار الله» أكد لـ «الأخبار» أن «التصعيد واطلاق الصاروخ الباليستي على أهم قاعدة جوية في جيزان، إشارات واضحة إلى أن مماطلة السعودية، ونيتها إفشال الاتفاق المتمثل في النقاط العشر التي تقدم بها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، ستُسقطان الحجة وستجعلان السعودية تتحمل المسؤولية أمام العالم، الذي بات مطلعاً على تعنتها».
وفي الجبهة الداخلية، أكد المصدر في «الإعلام الحربي» أن الجيش و«اللجان الشعبية» أحبطا هجوماً لتنظيم «القاعدة» مدعوما بقوات الاحتلال السعودي الإماراتي على منطقة مكيراس في محافظة أبين ملحقين بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
كذلك أكد مصدر عسكري لوكالة «الأنباء اليمنية» أن عناصر «القاعدة» وأرتالا تابعة للعدوان حاولوا التقدم من عقبة لودر باتجاه مكيراس بإسناد 4 طائرات «أباتشي» سعودية وسرب من طائرات العدوان السعودي، وجرى كسر هذه المحاولة وإفشالها وقتل عدد من أولئك العناصر وتدمير وإحراق 6 مدرعات لهم.
وفي تعز التي لا تزال تشهد مواجهات عنيفة بين قوات الجيش و«اللجان» من جهة، وميليشيات «الإصلاح» و«القاعدة» من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة شهداء المجزرة التي ارتكبتها طائرات العدوان، أمس، بقصفها احياء سكنية في حي الجحملية إلى 63 شهيداً و80 جريحاً.