حرص كلّ من نائب وزير الإعلام اليمني، عبدو الجندي، وسفير الاتحاد الأوروبي لدى صنعاء، ميكيلي تشريفوني دورسو، أمس، على التأكيد عن قرب إعلان تأليف حكومة الوفاق الوطني، واللجنة العسكرية، التي ستعمل على إزالة المظاهر المسلحة، وذلك بعدما دفع التصعيد الدامي في تعز خلال الأيام الماضية بالمعارضة إلى اشتراط تأليف اللجنة العسكرية أولاً، فيما ربط نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، تأليفها بالاتفاق أولاً على حكومة الوفاق الوطني. وقال الجندي، في مؤتمر صحافي في صنعاء، «حسب معلوماتي، الحكومة ستعلن اليوم (أمس)»، مؤكداً أن إعلان الحكومة هو «بداية وقف سفك الدماء». وبشأن شرط المعارضة تأليف اللجنة أولاً، لفت الجندي إلى أن «بنود المبادرة متشابكة ومترابطة، وأي إنجاز في مجال هو إنجاز في المجال الآخر، واللجنة العسكرية ستؤلّف، لكن لندع نائب الرئيس (عبد ربه منصور هادي) يقوم بعمله».
من جهة ثانية، شن نائب وزير الإعلام اليمني هجوماً لاذعاً على قطر وأميرها حمد بن خليفة آل ثاني. وتوجه إلى أمير قطر بالقول «أتعبت هذا الشعب، أهلكته. بذلت المال والسلاح». كذلك خاطب القطريين بالقول «يا أبناء قطر الأحرار، يا أبناء قطر العرب والمسلمين، راجعوا أميركم، فقد أباح دماءنا وجوعنا. راجعوا هذا الأمير وحاسبوه على هذه الأموال التي يوزعها يميناً وشمالاً».
من جهته، قال تشريفوني دورسو إن «حكومة الوفاق ستؤلّف خلال اليومين المقبلين، واذا ما تمكنوا من إعلانها اليوم، فهذا أفضل»، كما رأى أن «الحكومة واللجنة العسكرية أولوية، وكلتاهما ستؤلّف في غضون اليومين المقبلين».
وعلى صعيد آخر، رأى تشريفوني دورسو أن التصعيد في تعز «جدي»، لكنه أكد «أن الأمور يمكن أن تظل تحت السيطرة مع التزام قوي من الأطراف»، وذلك بعدما توصلت لجنة تهدئة، تشارك فيها أحزاب المعارضة ومحافظ تعز، إلى اتفاقية هدنة.
وجاء الاتفاق بعد ساعات من مقتل امرأة وطفل في قصف شنته قوات صالح، ليرتفع عدد القتلى منذ الأربعاء الماضي إلى أكثر من 30، فيما اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، أول من أمس، «حزب الإصلاح المعارض، واللواء علي محسن صالح، بالدفع بمجاميع إرهابية متطرفة من تنظيم القاعدة، من خارج مدينة تعز للقيام بأعمال إرهابية في المدينة».
في غضون ذلك، سجل انفراج في الأزمة في محافظة صعدة، بعدما أكد الحوثيون أنهم رفعوا الحصار عن السلفيين الموجودين في منطقة دماج، على أن تقوم قوات حكومية او قبلية محايدة بتسلّم مواقع مسلحة للسلفيين في المنطقة. وأكد الناطق باسم مكتب زعيم جماعة أنصار الله، محمد عبد السلام، أنه «لم يعد هناك اشتباكات، وستفتح الطرقات» المؤدية الى بلدة دماج، التي يمكث فيها آلاف السلفيين المنتسبين الى «معهد دار الحديث»، بعدما قُبلت «مبادرة المحافظ، وبالتالي قبلنا تطبيع الأوضاع بما يضمن تعايشاً سلمياً بين الفئات، وفوضنا المحافظ بالنظر في المواقع العسكرية المختلف عليها، بما يضمن حلولاً عادلة».
إلى ذلك، أعلنت مصادر عسكرية وطبية، مقتل خمسة جنود يمنيين في هجوم شنه عناصر من تنظيم القاعدة على ثكنة عسكرية في إحدى الضواحي الشرقية لمدينة زنجبار في محافظة أبين الجنوبية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)