اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أمس، الإدارة الأميركيّة وإسرائيل بالالتفاف على بيان اللجنة الرباعية، معلناً في الوقت عينه أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيبحث اليوم في رام الله مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان جهود إحياء عملية التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين.وقال عريقات لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية إن عباس سيستقبل اليوم الاثنين فيلتمان «لبحث الجهود المبذولة لإحياء العملية السلمية ومطالبات الإدارة الأميركية بالعودة إلى طاولة المفاوضات». ورداً على مطالبة الجانب الفلسطيني بالعودة إلى طاولة المفاوضات، اتهم عريقات الإدارة الأميركيّة وإسرائيل بالالتفاف على بيان اللجنة الرباعية الصادر في الثالث والعشرين من أيلول الماضي. وقال إن «دعوة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى المفاوضات تحريف لبيان الرباعية والتفاف عليه».
وأوضح أن «البيان نصّ حرفياً على أنه يجب على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم مقترحاتهما في ما يتعلق بملفي الحدود والأمن خلال تسعين يوماً».
وأكد عريقات أن «القيادة (الفلسطينية) سلّمت مقترحاتها للجنة الرباعية، فيما ترفض إسرائيل تقديم مقترحاتها حتى اللحظة»، مجدداً «استعداد القيادة للذهاب إلى المفاوضات إذا أوقفت إسرائيل الاستيطان بما يشمل القدس وقبلت بحل الدولتين وفق حدود 1967».
وقال عريقات إن ممثلي الرباعية الدولية سيلتقون في 14 كانون الأول في القدس مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كلاً على حدة، «وسنسمع من الرباعية ما هي مقترحات الجانب الإسرائيلي في ما يتعلق بالحدود والأمن».
وكان عريقات، وهو عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، قد دعا أول من أمس المجتمع الدولي إلى مساءلة الحكومة الإسرائيلية، والتوقف عن التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون.
وانتقد خلال لقائه مع القنصل الأميركي العام دانيال روبنستين، والقنصل الفرنسي العام فريدريك ديساجنيوس، وممثل اليابان لدى السلطة الوطنية هيدياكي ياماموتو، كلاً على حدة، في مكتبه في أريحا، قرار الحكومة الإسرائيلية تجديد إغلاق مؤسسات المجتمع المدني في القدس الشرقية المحتلة.
وقال عريقات إن هذا القرار «يُعتبر استمراراً لنهج تدمير عملية السلام ومحاولات استئناف المفاوضات، وتكريساً للقضاء على خيار الدولتين».
وكانت إسرائيل قد حمّلت الفلسطينيين مسؤولية تعثّر عملية التسوية، ودعتهم إلى «التخلي عن موقفهم الرافض». وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مارك رغيف، «مع الأسف الكبير، إن الفلسطينيين هم الذين قرروا مقاطعة طاولة المفاوضات»
وأضاف «إننا نريد مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة، وما زلنا مستعدين لبدئها، لكن على الفلسطينيين التخلي عن الموقف الرافض الذي يتبنّونه».
(أ ف ب)