تبدأ المفاوضات اليمنية بعد ظهر اليوم في العاصمة الكويتية بعد تأجيل استمرّ ثلاثة أيام بسبب بقاء وفد حركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» في صنعاء. عدول «وفد صنعاء» عن قراره بتأجيل المحادثات جاء نتيجة «ضمانات دولية» بتثبيت وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من الشهر الجاري، وتراجُع الأمم المتحدة عن «النقاط الخمس» التي شملتها أجندة المفاوضات.
ومع مغادرة الوفد العاصمة اليمنية، عاد التفاؤل الذي خيّم في الأسابيع الأخيرة بقرب حلّ الأزمة اليمنية ووقف الحرب إلى الأجواء من جديد، على الرغم من التهديدات المتبادلة بـ «تطيير» هذه الجولة من المحادثات وترك الكلمة الفصل للميدان.
في هذا الوقت، أعرب الملك السعودي سلمان، في خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية التي انطلقت مساء أمس في الرياض، عن أمله في أن تسفر مباحثات السلام اليمنية عن «تقدم إيجابي».
وتبيّن أن وساطة صينية بين الأمم المتحدة والوفد اليمني قد طمأنت القوى في صنعاء بعد الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، ما دفع الوفد إلى العدول عن قرار البقاء في صنعاء وتأجيل المحادثات إلى موعد غير محدد. ونقل السفير الصيني لدى اليمن رسالة من سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى «وفد صنعاء» طالبوه فيها بسرعة الحضور إلى مشاورات الكويت وطرح كافة المخاوف والقضايا التي يريدون طرحها على طاولة البحث في لقاء الكويت.
وفي السياق نفسه، سُربت رسالة من المتحدث الرسمي باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، إلى ولد الشيخ، يؤكد فيها الموافقة على المشاركة «في ضوء ما أشرتم إليه في رسالة مؤرخة في 19 نيسان 2016، مع احتفاظنا بحقنا في تسجيل أي موقف نراه مناسباً في حال عدم التزام وقف الأعمال العسكرية أو فرض أجندة غير متوافق عليها».
وبعد توجه الوفد اليمني من مطار صنعاء الدولي إلى سلطنة عمان ثم إلى الكويت، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، مساء أمس، أن مفاوضات السلام اليمنية ستبدأ اليوم في الكويت. وكانت حركة «أنصار الله» قد أعلنت عبر مسؤولين وعبر مصادر قيادية موافقتها على الانضمام إلى المحادثات بعد تلقيها تعهدات أممية بتثبيت وقف إطلاق النار الذي شهد انتهاكات عدة من قبل قوات التحالف السعودي. في الوقت نفسه، وقبيل مغادرة صنعاء، دعا محمد عبد السلام الجيش و«اللجان الشعبية» إلى «التنبه والحذر والردّ طالما استمرّ العدوان»، مضيفاً: «نحن لا نثق بأعدائنا ولنا الحق في اتخاذ الموقف المناسب أمام أي تجاوزات في ما تم التعهد به».
وقال رئيس المجلس السياسي في «أنصار الله»، صالح الصماد، إن أعضاء الوفد تلقوا «تأكيداً من المبعوث الدولي وعدد من السفراء، بأولوية تثبيت وقف إطلاق النار كخطوة أساسية وضرورية للدخول في حوار ناجح تتوافق الأطراف المتحاورة بموجبه على أولويات أجندته في طاولة الحوار». وأضاف أنه بناءً على ذلك «تمت الموافقة على الذهاب للمفاوضات».
بدوره، أكد الأمين العام المساعد لحزب «المؤتمر» مشاركة الوفد الوطني في مشاورات الكويت. وقال العواضي للصحافيين في مطار صنعاء قبيل مغادرة الوفد إلى عُمان: «لن تكون هناك نقاشات في الأجندة السياسية ما لم يتم تثبيت وقف إطلاق النار والالتزام به من قبل العدوان السعودي وحلفائه». كذلك، أكد مدير مكتب زعيم «أنصار الله»، مهدي المشاط، أن المشاركة مرتبطة بـ«أن تكون أجندة الحوار واضحة وتلامس القضايا التي من شأنها الخروج بحلول سلمية تنهي الحالة القائمة، على أن يكون لنا تعليق المشاركة إن لم يتم شيء مما ذُكر».
من جهتها، قالت حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إنها «ستكون مضطرة لمغادرة الكويت إذا لم تبدأ مفاوضات السلام يوم الخميس (اليوم)، مضيفةً أن «صبرها إزاء الحوثيين بدأ ينفد».
على المستوى الميداني، تواصلت المعارك البرية يوم أمس، في خرق لوقف إطلاق النار، ولا سيما في منطقة نهم شرقي صنعاء. وجدد طيران «التحالف» الغارات على منطقتي هيلان وصرواح في محافظة مأرب، بالتزامن مع تحليق مكثف فوق الجوف ومأرب.

(الأخبار، أ ف ب)