أفادت مواقع إلكترونية سعودية، أمس، عن خروج عدّة تظاهرات في منطقة القطيف من دون أن تسجل أي حوادث أمنية، بعد أسبوع من التوتر الذي خلّف 4 قتلى، في وقت هاجم فيه مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ «مفتعلي الشغب بالقطيف»، واصفاً إياهم بالفئة الضالة التي تتبع أسيادها في الخارج.
وذكرت شبكة «القطيف» أن عدّة تظاهرات خرجت في المنطقة، في شارع الثورة وجزيرة تاروت وفي دوار السمكة والعوامية وأمام المركز الصحي ودوار الكرامة والجارودية وأمام البلدية، مضيفةً أن «التظاهرات مرّت دون دماء».
وكان مجموعة من علماء الدين الشيعة قد أصدروا بيانات دعوا فيها إلى سلمية التحرك. وطلب الشيح حسن الصفار من الشباب «الالتزام بالوسائل السلمية في التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق، وعدم الانجرار إلى أي شكل من أشكال العنف». وأضاف «لقد فُجع مجتمعنا في القطيف هذه الأيام بإراقة دماء 4 من شبابنا وأبنائنا الأعزاء برصاص غادر، كما أصيب عدد من الجرحى، ما أدى إلى تشنّج الأوضاع، وهياج المشاعر. وإذ نعزي عوائل الشهداء بفقد أبنائهم وعموم المجتمع المكلوم، فإننا نحذر من هذا الانزلاق الخطير نحو هاوية العنف وسفك الدماء».
كذلك دعا قيادة المملكة إلى القيام «بمبادرة طيبة تنفّس بها الاحتقان، وتضمّد الجراح، وتفوّت الفرصة على المغرضين، وأن تستوعب هؤلاء المواطنين الذين لا يطلبون شيئاً يعسر على الدولة، ولا يريدون إلا التمتع بحقوق المواطنة المشروعة، ورفع أي تمييز أو حيف بحقهم». وحذر من أن «ترك العنان للتعبئة الطائفية، والدخول في معادلة ردود الفعل، والاقتصار على المعالجة الأمنية، (هي) ما يريده أعداء الوطن، وما يجب أن نحذر منه جميعاً، حكومة وشعباً». وشدد على أهمية «الانضباط في أوساط أفراد وأجهزة الأمن العاملة في المنطقة، بمنع حصول أي إساءة تستفزّ المواطنين».
وأثنى الصفار على البيان العلمائي الذي رفض ظاهرة العنف والعنف المضاد في المنطقة. ودعا إلى انتهاج الأساليب السلمية في المطالبة بالحقوق ورفع التمييز الطائفي. وطالب البيان، الذي وقّع عليه خمسة من أبرز رجال الدين (القاضي الأسبق لمحكمة الأوقاف الجعفرية الشيخ عبد الله الخنيزي ومنير الخباز وعبد الكريم الحبيل وحسن الصفار ومنصور الجشي)، بتفعيل لجنة التحقيق الرسمية لكشف «جريمة قتل 4 من الشهداء برصاص عناصر الأمن». كذلك طالب بتجنيب المجالس والمواكب الحسينية الأحداث السياسية الجارية كي «يمارس الجميع حريتهم في إقامة الشعائر دون قلق وحرج»، وذلك قبل أيام من ذكرى عاشوراء.
في المقابل، رأى المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن «مثيري الشغب بالقطيف فئة ضالة خبيثة تتبع أسيادها بالخارج». وقال «هؤلاء ليسوا منّا، وإنما فئة ضالة تتبع أسيادها في الخارج ويأتمرون بأوامر خارجية، وليس لهم علاقة بوطننا ولا بلادنا». وأضاف أن «الشرع يعتبر هؤلاء مفسدين وقتلة للأبرياء، فهم يسفكون الدماء بغير حق، هم مفسدون بلا شك». وأشار إلى أن «هؤلاء فئة شاذة لا يعوّل عليها ولا يجوز التغاضي عنها».
وعن دور عقلاء القطيف في احتواء الأزمة، قال المفتي العام «البيان الذي صدر من وزارة الداخلية دعا العقلاء منهم إلى إيقافهم عند حدّهم، وإن شاء الله انهم يعالجون الأمر بالحكمة والروية والشدة والحزم على أولئك المفسدين».
(الأخبار)