رغم القبضة الأمنية التي تفرضها السعودية على المنطقة الشرقية، فإنّ حالة التوتر والمناوشات المتفرقة تؤكّد تصميم هذه المنطقة على مواصلة حراكها الاحتجاجي ضد الحكمعاد التوتر، أمس، ليخيم على المنطقة الشرقية في السعودية، بعد مقتل شاب سعودي فجراً قرب حاجز للشرطة في مدينة القطيف في حادث لا تزال ملابساته مجهولة، رغم أنّ مواقع للمعارضة وأهل الشاب قالوا إن الشرطة أطلقت النار عليه وأردته. وتوالت أنباء أمس عن تعرض شاب ثانٍ للدهس من القوى الأمنية السعودية، خلال احتجاجات غاضبة خرجت للتنديد بمقتل الشاب ناصر المحيشي (19 عاماً). لكن ليس مؤكّداً إن كان الشاب الذي يدعى علي الصفار قد تُوفي، فيما ذكرت مواقع أنّ لديه كسوراً وإصابات في مناطق متعددة وحالته حرجة. بدوره، قال والد ناصر، علي المحيشي: «أبلغتنا الشرطة بأن إطلاق نار استهدف نقطة تفتيش في شارع الرياض بينما كان ابني بين المسلحين والحاجز، ما أدى إلى إصابته بأربع رصاصات في الظهر». وأضاف: «لكن شهود عيان أبلغوني بأن أحد عناصر الأمن كان يبعد مسافة 20 متراً عن حاجز للقوات الخاصة اعترض ابني وما لبث أن أطلق عليه النار من الخلف». وأوضح أن «أحد عناصر الشرطة اتهم ناصر بأنه كان يرتدي قناعاً وينتمي إلى المتمردين، لكن رئيس مركز الشرطة وصل إلى منزلنا لتقديم واجب العزاء، نافياً ذلك بالمطلق». وأكد «أطالب بدم ابني ولن أتنازل عنه أبداً».
ووفقاً لما جرى تداوله في المدونات الإلكترونية، فإن الشرطة ضغطت على الوالد لتوقيع على إفادة ضدّ مجهول، لكنه رفض «لأن من كانوا في نقطة التفتيش هم من أطلق الرصاص عليه». وقال شهود إن «السلطات رفضت تسليم الجثمان من دون توقيع الإقرار والتعهد بعدم المطالبة بأي حقوق»، وإنه جرى تأجيل التشييع «بعد ضغوط سعودية لمحاولة دفنه بغطاء أمني». لكن ذلك لم يمنع المحتجين من الخروج في تظاهرة غاضبة انطلاقاً من دوار الكرامة. بدورها، أوضحت جهات حقوقية أن الحادث يأتي بعد إصابة الشاب محمد البناوي في كتفه بإطلاق نار من عناصر أمنية في بلدة العوامية عصر السبت الماضي. ورفضت الشرطة السعودية في المنطقة الشرقية التعليق على حادث مقتل المحيشي، وقال المتحدث المقدم زياد الطريقي: «لا نستطيع التعليق في ما يخص هذا الحادث؛ لأن الأمر يعود إلى وزارة الداخلية». من جهة ثانية، قال السفير الأميركي لدى الرياض جيمس سميث إن السعودية مختلفة عن سواها من دول المنطقة التي تشهد اضطرابات، مقدّراً الإصلاحات التي يجريها الملك عبد الله بن عبد العزيز. ونقلت صحيفة «الوطن» عن سميث قوله إنّ «في السعودية الأمر مختلف، فالحكومة أقرب إلى شعبها من سواها، وهي تعرف ما يريده وأكثر مسؤولية تجاهه».
(الأخبار)