عاد «داعش» من بوابة الانتحاريين مجدّداً في القامشلي. مدينة الحسكة، ومعها القامشلي، اللتان استعصتا أمام التنظيم المتطرف، لم تترك أمامه خياراً سوى «المفخخات». يوم أمس، لقي عدد من عناصر «الأسايش» (الشرطة الكردية) والمدنيين حتفهم، وأصيب آخرون في تفجير انتحاري يقود شاحنة مفخخة بالقرب من مبنى لقيادة «الأسايش» في المنطقة الصناعية في حي العنترية عند المدخل الشرقي لمدينة القامشلي.
ووسط تضارب المعلومات عن عدد الضحايا والمصابين، أكد مصدر في قيادة شرطة محافظة الحسكة لـ«الأخبار» أن «عدد الشهداء بلغ 13 شهيداً وأصيب 50 آخرون، مع أضرار مادية كبيرة في المكان». وأكد مصدر في «الأسايش» لـ«الأخبار» أن «شاحنة حمراء اللون محمّلة بمادة الرمل حاولت الاقتراب من مركز الأسايش في المنطقة الصناعية بحي العنترية، إلا أن اكتشاف عناصر الحاجز أمرها دفع بالانتحاري إلى تفجير نفسه قبل وصوله إلى المقر، ما أدى إلى سقوط شهداء ومصابين». ولفت المصدر إلى أن «عدد الضحايا ناتج من وقوع التفجير في المنطقة الصناعية التي تشهد حركة مرورية وسكانية كثيفة». وتبنى تنظيم «داعش» في بيان التفجير، قال فيه إن «أبو محمد الأنصاري، قام بالانغماس بصهريج مفخخ في مقر القيادة العامة لقوات الأسايش التابعة لمرتدي pkk قرب المنطقة الصناعية في مدينة القامشلي، ما أدى إلى هلاك أكثر من 40 مرتداً وجرح العشرات». ويأتي هذا التفجير بعد قرابة شهرين من تفجير انتحاري نفسه بحزام ناسف استهدف مقر هيئة البلديات التابعة لـ«الإدارة الذاتية» في فندق هدايا وسط مدينة القامشلي. وفي دير الزور، استهدف الجيش السوري مواقع لـ«داعش» في الجنية وعياش والعرفي والحويقة والمطار القديم، وسط معلومات عن سقوط قتلى ومصابين في صفوف التنظيم. يأتي ذلك، في وقت أكدت فيه مصادر ميدانية أن «تنظيم داعش يحشد قوات له من أرياف دير الزور واستقدم تعزيزات من ريف الحسكة، بهدف شن هجمات على مواقع الجيش في محيط مطار دير الزور العسكري والأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش في المدينة». ولفت المصدر إلى أن «التنظيم يسعى إلى تحقيق نصر جديد له في المنطقة يعوض عن هزيمته الأخيرة في مدينة الحسكة، وترجيح هزيمته في بلدة الهول شرق الحسكة التي تشهد اشتباكات مع الوحدات الكردية». المعلومات رد عليها مصدر عسكري لـ«الأخبار»، بأن «الجيش متأهب ومستعد لحماية المدينة من أي هجمات لإرهابيي داعش على المدينة ومطارها». وأكد المصدر «امتلاك الجيش القدرات البشرية والتسليحيّة الكافية لحماية دير الزور وأهلها من خطر تمدد داعش». إلى ذلك، كشف مصدر حكومي لـ«الأخبار» «تحمّل الحكومة السورية تكاليف نقل المواد الغذائية والأدوية جواً للمدنيين»، مؤكداً «وجود انفراج قريب للأزمة الإنسانية التي يعانيها أهالي المدينة المحاصرين من قبل إرهابيي داعش منذ مطلع العام الجاري، ما أدى إلى حصول نقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية». ولفت إلى «سلسلة إجراءات حكومية تم إقرارها من شأنها تخفيف معاناة المواطنين، وتعزيز مقومات صمودهم». فيما نجحت شركة كهرباء دير الزور في إعادة التيار الكهربائي بمعدل ساعتين إلى ثلاث ساعات في اليوم من خلال تشغيل إحدى المحطات الداخلية بجهود محلية، ما يخفف من معاناة المواطنين ويسهم في تحسين واقع مياه الشرب المؤمنة بنسبة مقبولة تسد الحاجة المطلوبة.