نال الهجوم الذي قيل إنه استهدف مقراً للاستخبارات الجوية السورية في حرستا بريف دمشق، أول من أمس، اهتماماً روسياً استثنائياً، إذ رأت موسكو أنه بمثابة «حرب أهلية حقيقية»، بينما تواصلت هجمات ما يسمّى «الجيش السوري الحر» الذي يضمّ منشقين عن الجيش النظامي على أهداف عسكرية، أمس، مع نداء وجّهه المتحدث الأبرز باسم المجلس الوطني السوري، برهان غليون، إلى «الثوار» يناشدهم وقف «عمليات الانتقام والانجرار في خطر الانزلاق إلى الحرب الأهلية». وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي حافظ على مواقف بلاده من حيث رفض تحديد تنحّي الرئيس بشار الأسد كشرط للحوار بين النظام والمعارضة السوريين، إن العنف في سوريا يمكن أن يتحول إلى «حرب أهلية شاملة في حال استمرت المعارضة بشن هجمات على المباني الحكومية»، في إشارة الى التقارير التي تحدثت عن هجوم نفّذه «الجيش السوري الحر» على مقر الاستخبارات الجوية في حرستا (ريف دمشق). ولفت لافروف إلى أنه «إذا كانت المعارضة ستستخدم مثل هذه الوسائل، فإن ذلك سيقود إلى حرب أهلية شاملة». وعن هذا الموضوع تابع «نشهد تقارير تلفزيونية تقول إن قوة جديدة اسمها على ما أعتقد الجيش السوري الحر شنت هجوماً على مبنى حكومي تابع للقوات المسلحة السورية. هذا يمثّل تماماً حرباً أهلية حقيقية»، مشيراً إلى أن «الأسلحة المهرَّبة (إلى سوريا) والآتية من الدول المجاورة تزداد».
ونقلت وكالة «رويترز» عن «مقيمين في ضاحية حرستا» أن «الهجوم الذي شنّه الجيش السوري الحر على مقر الاستخبارات الجوية أدى إلى سقوط 20 قتيلاً وجريحاً من الشرطة، ما أثار ردّ فعل انتقامياً من قوات الأمن في المنطقة». وبحسب «رويترز»، قال أحد المقيمين في حرستا إنه «لم تقع خسائر في صفوف المهاجمين، وإن العملية استمرت عشر دقائق». وفي السياق، زعم رجال ملثمون من «الجيش السوري الحر»، في لقطات فيديو وضعت على مواقع إلكترونية على الإنترنت، أنهم هاجموا قوات أمن في بلدة انخل قرب درعا وقتلوا «14 جندياً».
أما لجان التنسيق المحلية، فقد أشارت إلى أن 14 قتيلاً سقطوا أمس على أيدي القوات الأمنية، 4 منهم منشقون عن الجيش. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، هاجمت «مجموعة من المنشقين بقواذف آر بي جي مقر رابطة شبيبة الثورة (الحكومي) الذي يتجمع فيه عناصر الأمن السوري في معرة النعمان» (ريف إدلب). غير أن وكالة الأنباء الرسمية (سانا) نقلت عن مصدر رسمي أن «الجهات المختصة في محافظة إدلب نفذت عملية نوعية في كفرومة أدت إلى القبض على 57 مطلوباً ومصادرة أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال حديثة»، نافياً تعرُّض «مقار حزبية وأمنية في المدينة وخارجها لهجمات مسلحة»، وموضحاً أن «هذا الخبر عار من الصحة، ويأتي في إطار التشويه الإعلامي والحملة الإعلامية المسعورة التي تنفذها بعض الفضائيات من أجل تشويه الحقائق».
كذلك أعلن موقع «سيريانيوز» العثور على جثة الدكتور هيثم عزوز، العضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي، مقتولاً في إدلب، بعد أقل من 24 ساعة على خطفه «من قبل مسلحين مجهولين».
بدوره، وجّه غليون بياناً رأى فيه أنه «منذ أسابيع أصبحنا نشهد عمليات خطف واغتيال وتصفية حسابات بين أبناء الشعب الواحد، بل بين أبناء الثورة أنفسهم. وهو ما يشكل تهديداً خطيراً لمكاسب الثورة ويقدم خدمة كبرى لنظام القتل والاستبداد الذي يترصد بنا ويؤخر الانتصار». وجاء في بيان غليون «باسمي وباسم المجلس الوطني وجميع أبناء الشعب الحريصين على انتصار الثورة وقطع الطريق على مناورات السلطة الغاشمة ومؤامراتها، أدعو جميع أبناء الشعب السوري إلى التوقف القطعي عن هذه الأعمال المدمرة ونبذ روح الفرقة والانقسام، والعودة إلى روح الأخوة والوطنية الحقة التي أشعلت الثورة وكانت السبب الأكبر لاستمرارها وتقدمها». وتوجّه غليون «بشكل خاص إلى أحرار حمص من كل الفئات والمذاهب»، ليدعوهم إلى «تغليب حسهم الوطني، ووقف الاعتداءات وعمليات الخطف والانتقام والترفع عن الأحقاد والالتفاف حول ثورتهم الجامعة».
في غضون ذلك، أفرجت السلطات السورية عن عالمة النفس السورية التي تحمل الجنسية الفرنسية، رفاه ناشد، المعتقلة منذ 10 أيلول الماضي. وبعد أربعة أيام من اعتقالها، وجّهت إليها تهمة «الحضّ على الثورة والتحريض على قلب النظام وعدم احترام الرأي العام».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)



الصدر يؤيد «الثوار» وبقاء الأسد

أعلن رجل الدين العراقي، مقتدى الصدر، إيمانه بقضية «الثوار» المعارضين للنظام السوري، إلاّ أنه تحدث عن فارق بين ما يجري في سوريا وباقي الدول التي تشهد وشهدت انتفاضات. وقال، في رسالة وجهها الى «الثوار في سوريا الحبيبة» ،»كونوا على يقين بأني مؤمن كل الإيمان بقضيتكم»، لكن الفارق هو أن «(الرئيس السوري) بشار الأسد معارض للوجود الأميركي والاسرائيلي ومواقفه واضحة ليس كمثل من سقط من قبله او سيسقط»، داعياً إلى الحوار وترك الصدام.
(أ ف ب)

أمانو: لا تقدم في الملف السوري

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، أمس أن مفتشي الأمم المتحدة النوويين لم يحققوا أي تقدم في المحادثات مع سوريا الشهر الماضي. وقال، في خطاب أمام مجلس محافظي الوكالة، «للأسف لم يتحقق تقدم في الاجتماعات مع السلطات السورية من أجل السماح بالوصول بنحو كامل كما طلبنا، لمواقع أخرى تعتقد الوكالة أنها متصلة وظيفياً بموقع دير الزور» الذي تعرض لقصف اسرائيلي في العام 2007.
(رويترز)

عودة الحركة التجارية بين السعودية وسوريا

أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن العمل في سفارة المملكة لدى سوريا عاد إلى طبيعته، بعدما علق لمدة يومين فقط من جرّاء الاعتداء على مبنى السفارة. وفي ما يتعلق بتعطل أعمال النقل ودخول البضائع السورية إلى السعودية براً لحاجتها إلى التصديقات التجارية، أوضح رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية، السفير أسامة نقلي أنه قد تكون الأحداث التي تشهدها سوريا دفعت إلى تباطؤ، لكنها لا تصل إلى مرحلة توقف العمل تماماً.
(يو بي آي)