عمان | شهدت مدينة الرمثا (150 كيلومتراً شمال الأردن) ليلة احتجاجيّة صاخبة، أحرق على أثرها محتجّون مبنى متصرفية، ومحاولة اعتداء على محكمة وإغلاق الطريق، بسبب انتحار الشاب نجم الزعبي (20 عاماً)، الذي كان محتجزاً لدى السلطات الأمنية مع سوريين قبل أيام، وأعلن عن وفاة الشاب مساء الأربعاء أثناء التحقيق معه في أحد مقار الأجهزة الأمنية. وفيما قالت رواية الأمن إن الشاب عثر عليه متوفياً بالزنزانة منتحراً، تصرّ عائلة المتوفى على أن الأجهزة الأمنية عمدت الى قتله بعد تعذيبه. وكان الشاب، الذي يعمل سائقاً على سيارة خاصة، قد اعتقل بعد ضبط أسلحة بحوزة سوريين كان يقلّهم.القضية وصلت سريعاً الى مقر رئاسة الوزراء، ووعد على أثرها رئيس الوزراء، عون الخصاونة، بمحاسبة أي مخطئ سبّب بوفاة الشاب إذا ما دلت نتائج التحقيق على ذلك، مؤكداً أنه في حال وجود خطأ فسيتم الاعتراف به، حسب ما نقل النائب أحمد الشقران عن الخصاونة خلال لقاء جمعه به أمس. وبحسب الشقران، قال الخصاونة «لن أقبل بمثل هذا في حكومتي»، متعهداً بتحقيق نزيه وشفاف في القضية، مشيراً الى أن «الرئيس ينتظر نتائج الطب الشرعي والتحقيق، حيث شكلت لجنة محايدة للتحقيق بسبب الوفاة».
نتائج تشريح الجثة تشير إلى أن الوفاة نتجت جراء الاختناق برباط ضاغط على الرقبة، وأكد التقرير عدم وجود علامات شدة أو عنف أو تعذيب على الجثة، فيما قال الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام، المقدم محمد الخطيب، إن «الشاب، ولدى تفقده في الحجز، عثر عليه متوفّياً بعدما مزّق بطانية كانت قد أعطيت له واستخدمها كحبل وقام بتعليقها وشنق نفسه، بدون سبب واضح». إلا أن عائلة الشاب اتهمت الأجهزة الأمنية بتعذيبه حتى الموت، مؤكدة أنها لن تقبل بالصلح، وطالبت الملك عبد الله الثاني ببيان حقيقة مقتل ابنها، رافضة تسلّم الجثة الى حين جلاء الحقيقة. وقال عماد الزعبي، عم الشاب، «اختفى نجم منذ ثلاثة أيام، بعد ذلك اتصل بنا فاعل خير، وقال إن نجم معتقل لدى إحدى الجهات الأمنية، وبدأنا بالاتصالات. وبعد يومين توفي، وأعلنت الجهات الأمنية وفاته يوم الأربعاء».
وفور إعلان نبأ الوفاة، شهدت الرمثا احتجاجات من عائلة المتوفى انتقلت لأعمال شغب وإغلاق للطرق بالإطارات المحترقة، وعجز الأمن عن السيطرة على الاحتجاجات التي نجم عنها إحراق المتصرفية ومحاولة الاعتداء على مبنى المحكمة، لتتدخل قوات الدرك للسيطرة على الأوضاع باستخدام قنابل الغاز المسيّل للدموع. ومع صباح يوم أمس، سيطرت حالة من الهدوء الحذر على الرمثا، حسب شهود عيان، وسط تخوف من تجدد أعمال الشغب.